تتالت إطلالات الداعية المصري مجدي غنيم شاكياً السلطات التركية التي منعت عنه “الجنسية” بل و “الإقامة” على أراضيها،
وكان الداعية “الاخواني” قد حكم بالإعدام في بلده الأم، وانتقل كالكثير من الإعلاميين المصريين إلى تركيا ومنها اطلقوا محطات تلفزيونية من طراز “مكملين” التي تشتغل كلياً على التشهير بالسلطات المصرية، والتحريض عليها.
أنقرة كانت قد اتخذت اجراءات بوقف هذه المحطات أو التضييق عليها، ويأتي هذا التضييق بعد عودة الجسور ولو جزئياً مابين العاصمة التركية والقاهرة، في تقارب لابد محفوف بالمخاطر، غير أن أيّ من الطرفين لا يسعى إلى تعميق الفجوة مابين البلدين، خصوصاً وقد حصل تقارب تركي / سعودي، وقد يتخطى التقارب التركي مع المجموعة العربية هذه الحدود إذا ما استعاد ارئيس التركي مقولة صديقة وشريكه السابق أحمد داوود أوغلو بـ “تصفير المشاكل”، بعد أن ذهب أردوغان بعيداً في “عكس” المعادلة بعد أن فتح جبهات متعددة وصولاً لحلفائه بـ “الناتو”.
جماعة الاخوان، وهم الأكثر خبرة بالمنافي، باتت الجغرافيات ضيقة بهم اليوم، فلا تركيا تتسع لهم، ولا بريطانيا ستعود للاستثمار فيهم كما حالها يوم انطلاقتهم على أيدي آبائهم المؤسسين، ولن يتبق لهم سوى “الدوحة”، وهي “لهم” ولكن بقلق قد يتعاظم إذا ما اشتغل الإعلام الاخواني بالحكومة التركية، فحين سيكون الخيار ما بين “السلطان” و “الاخوان” فلابد للإمارة أن تختار وسيكون اختيارها “السلطان” وتلك حقيقة تتوجها مجموعة من الأسباب والدوافع، ومن الأسباب والدوافع:
ـ فشل الرهان على الاخوان في الاستيلاء على السلطة في تونس وفي مصر.
ـ فشلهم في قيادة “الربيع العربي”، ونجاحهم في دفعه إلى الحضيض.
وفوق هذا وذاك فـ “السلطان” سيتقدّم على الاخوان في اللغة وفي المصالح، وفي التشابكات الدولية الي لاتسمح للاخوان بأن يكونوا لاعبين خارج حدود الملاعب المؤقتة التي سبق واستثمروا فيها.
السلطات التركية تشتغل اليوم على ما تسميه “ميثاق الشرف الإعلامي”، ميثاق الشرف هذا قد يُعطّل حين تقتضي المصالح تعطيله وقد يفعّل حين تقتضي المصلحة تفعيله، واليوم جاء وقت “التفعيل”، وهو وقت لابد متصل بالتقارب ما بين السلطتين المصرية والتركية، ولابد ويكون له مساحة لدى “الدوحة” التي كانت ولسنوات منبر للاخوان، حتى بات يوسف القرضاوي وقبل رحيله يتصرف بشؤونها كما لو كان “خليفة المسلمين” وخلفاً لرسولهم.
الاخوان اليوم، بلا مكان، وقد يفقدون “المكانة” مع ضياع المكان، فلا مكان ولا مكانة، فما الذي سيتبقّى لهم؟
البراغماتية الاخوانية قد تسمح لدعاة الاخوان بالدعوة إلى “الروك اندرول” اذا اقتضى الامر، وليس بعيداً إذا ما ازداد التضييق عليهم، ليس بعيداً ان يستبدلوا العمامة بالبرنيطة والقفطان بـ “البكيني”.