يوم يذهب الروس إلى تغيير رؤوسهم يغيّرونها بالموت أو الساطور، فلولا “الموت” لما غادر ستالين من أسوار الكرملين، ولما انتهت امبراطورية “آل رومانوف” وبالسكاكين.. تلك حال روسيا “القيصر” ومن بعده روسيا “الرفيق”، وهذا فلاديمير بوتين وقد بدا شخصية أبدية، لامساس يأتيها من جنبها أو وراءها. قد يؤول إلى :
ـ عهدة الجيش.
قد يتغير حال الروس، فالحرب وكما يقول الألماني “هيغل” ولاّدة التاريخ ويصح للحرب الروسية الأوكرانية أن تكون كذلك. وإذا ما حدث:
ـ أن تُسقِط بوتين.
ـ هل سيحدث ذلك؟
وحده الجيش من يقدر على تغيير قدر روسيا، وعلى هذا تحدثت تقارير غربية عن وجود حالة تململ وسط الجنرالات الروس منذ إنهاء تمرد مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة. التقارير تشير إلى أنه بعد اختفاء قائد القوات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفكين، قتل جنرال كبير في غارة جوية أوكرانية، واتهم جنرال كبير قيادته العسكرية بالخيانة بعد طرده من الخدمة، وقتل قائد غواصة بالرصاص خلال ممارسته رياضة الجري.
أكثر من ذلك تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين مطلعين قولهم إن سوروفكين محتجز في موسكو ويتم استجوابه، وإن جهود الكرملين لاستبعاد الضباط المشتبه بعدم ولائهم أوسع مما هو معروف علناً، حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 13 من كبار الضباط لاستجوابهم، وأطلق سراح بعضهم لاحقاً، فيما أوقف 15 شخصاً عن العمل أو تم فصل بعضهم. وأضاف هؤلاء أن “الاعتقالات تتعلق بتنظيف صفوف أولئك الذين يُعتقد أنه لا يمكن الوثوق بهم بعد الآن”. ولم يعلق الكرملين أو وزارة الدفاع الروسية على التقرير.
سيضاف أنه في الرسالة الصوتية التي نشرها أندريه غوروليوف، رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي، ذكر الميجور جنرال إيفان بوبوف قائد جيش الأسلحة المشتركة الثامن والخمسين، كما جاء في تقرير “نيويورك تايمز”، أنه أقيل من منصبه بعد أن نقل الحقيقة لكبار القادة حول الوضع على الجبهة. وقال بوبوف “لم يستطع الجيش الأوكراني اختراق صفوفنا على الجبهة، لكن قائدنا الأكبر وجه لنا ضربة مفاجئة وقطع رأس الجيش بوحشية في أصعب وأشد اللحظات”.
أخبار كهذه لابد وتلقى تصفيقاً من الغرب، خصوصاً من الإدارة الأمريكية وهكذا رأى الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “خسر الحرب” في أوكرانيا في ظلّ معاناة بلاده من نقص في الموارد ومشاكل اقتصادية. وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي في هلسنكي بعد محادثات مع قادة دول الشمال “بوتين خسر الحرب… يستحيل أن يكسب الحرب في أوكرانيا”.
على الضفة الأخرى من العالم ثمة من ينتظر سقوط فلاديمير بوتين، وربما من أكثر “المنتظرين” ولعاً بسقوطه هم السوريون، فإذا ما سقط الرأس لابد وتتساقط ذيوله، والكل على علم بأن بشار الأسد هو:
ـ ذاك الذيل.