إذا مافاز كمال كليجدار في تركيا

أخيراً أعلن تحالف الأمة المعارض في تركيا مرشحه، أما مرشحه فهو كمال كليجدار أوغلو.

كليجدار لم يدخل التاريخ ولا لمرة واحدة، غير أنه وحلفه يشتغلون على إزاحة رجب طيب أردوغان من التاريخ، ولهذا فلابد من الاهتمام ببعض من سيرة الرجل.

هو من مواليد عام 1948 في قرية باليجا التابعة لقضاء نظامية في ولاية تونجلي (ديرسم) القرية التي تحدّر منها الزعيم الكردي عبد الله أوج آلان.

كان واحد من سبعة أشقاء لأب موظف (على قد الحال) ووفقاً لروايته لم يكن يملك مريول مدرسة ذات يوم خلال المرحلة الابتدائية فاستعار مريول صديقه لحضور حفلة ألقى خلالها قصيدة.

بسبب الفقر الذي عاشه كليجدار أوغلو في طفولته وشبابه كان النضال ضد الفقر أهم سبب لدخوله معترك السياسة. وقد تعهد بألا ينام طفل وهو جائع في تركيا عندما يصل إلى الحكم.

أكمل كمال كليجدار أوغلو تعليمه الابتدائي والثانوي في إرجيش وتونجلي وجينك وإيلازيغ. وتخرج من مدرسة إيلازيغ الثانوية التجارية.

في تلك السنوات لم يكن يحق لخريجي المدرسة الثانوية التجارية دخول امتحان القبول بالجامعة، لذلك دخل معهد أنقرة للعلوم الاقتصادية والتجارية.

وكان زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف دولت بهجلي من بين أقرانه في الصف لكن لم يكن هناك ما يجمعهما على الصعيد السياسي.

وفقا لأصدقائه كان كليجدار أوغلو طالبا مجداً وأراد معلموه أن يبقى في المعهد، لكن بسبب فقر أسرته فضل الحصول على وظيفة في “الحكومة” في أسرع وقت ممكن.

بدأ حياته المهنية في وزارة المالية بعد أن اجتاز امتحان أخصائي الحسابات عام 1971 وأكمل مسيرته المهنية كمدير عام للتأمينات الاجتماعية، وتقاعد منها عام 1999 طواعية.

أما بالنسبة لنشاطه السياسي، انضم كليجدار أغلو عام 2002 إلى حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وخاض انتخابات البرلمان التركي في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2002 ثم في أغسطس آب عام 2007، وفاز بعضوية البرلمان عن الدائرة الثانية في إسطنبول.

ترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية التي أجريت في مارس/ آذار عام 2009، لكنه نال 37 في المئة فقط من الأصوات فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قادر توباش. في العام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري رئيسا للحزب بعد استقالة سلفه دينيز بايكال.

ويرأس كمال كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي منذ مايو عام 2010 حتى الآن، وهو معروف بمعارضته الشديدة لرجب طيب أردوغان وسياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم. وهو من أكبر المدافعين عن القيم العلمانية لتركيا وإرث أتاتورك.

ما الذي يعنيه وصول كليجدار إلى الحكم في تركيا؟

سيعني أولاً إزاحة التيارات الإسلامية واستعادة تركيا للـ “أتاتوركية”، ولابد سيلاقيه جنرالات من الجيش في منتصف الطريق وربما في اول الطريق، أما عن وضع بلاده في الإقليم فهاهي خطاباته تؤكد أنه “لن يتدخل في الأوضاع السورية”، وعن هذا المفترق ثمة من يقول:

ـ لا، بل سيعقد تحالفاً مع بشار الأسد انطلاقاً من جذوره “العلوية”.

Exit mobile version