السؤال الحاضر بالأمس واليوم وغدًا: هل تحتمل المنطقة حربًا جديدة؟
أما الحرب التي نعنيها والتي قد تقلب المنطقة عاليها واطيها فهي حرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وبشكل أكثر حصرية:
ـ مابين حزب الله وإسرائيل.
ما يمكن تاكيده اولاً أن ليس لدى حزب الله مايخسره، بل بات لبنان كل لبنان في مكان ليس لديه مايخسره:
ـ اقتصاد منهار، وحياة على الحافة تطال إفلاس الدولة وانسداد أفق الحياة أية حياة، فيما إسرائيل في منطقة “النشوة”.. نشوة في الاقتصاد ونشوة في السياسة، والأهم أنها تخطو بجدية كبيرة نحو خروجها من وراء الأسوار باتجاه جيرانها العرب عبر التطبيع الكامل أو التطبيع الجزئي أو أقله هدوء الجبهة.
مسألة “الغاز” واستخراجه، تقول أن للبنان حقًا في الثروة الغازية، وهي ثروة محاطة بحصار صريح، يقابله إطلاق يد إسرائيل في غاز بحرها المرتبط بغاز جارتها، فإذا ما استخرج هناك، فسيمتد استخراجه إلى حصة جارته، ما يعني “نهب” الجار، وهو سبب كاف لإشعال حرب، هي حرب يسعى إليها حزب الله، ولابد يبحث عن مبرر لها، وثانية لن يكون خاسرًا، فالخاسر “لايخسّر”، والإسرائيليون إذا مامضوا في الاستخراج فهذا يعني أولاً وأخيرًا منح حزب الله مظلة وذريعة، وهو مابدا واضحًا في خطاب حسن نصر الله أمس، وهو خطاب حرب، وأي كان الموقف من حزب الله وأمينه العام، فالكلام لابد ويؤخذ على محمل الجد، دون نسيان الداعم الإيراني لهذا الحزب وهذا الخطاب الذي لم يكن لولا استشارة الإيراني، والتنسيق مع حلفائه بدءًا من حماس والجهاد الإسلامي وسواهما، ما يجعل احتمالات الحرب صريحة، واضحة، بل مؤكدة إذا ما توفر غطاءها وتوفرت مبرراتها، وليس ثمة مبرر أوضح من أن يمنع لبنان من استخراج ثروته، فيما اليد الإسرائيلية طليقة لاستخراج الثروة.
إنها علامات الحرب، فإذا ماكانت، فستطال إسرائيل وستنال منها، وأي استهانة بإمكانيات إيران ومحورها، وحزب الله وتسليحه وقوته، هو عماء إسرائيلي، وإنكار سيقود المنطقة كل المنطقة إلى كوارث لن تتوقف تداعياتها على لبنان وإسرائيل فحسب، بل ستجتاح المنطقة كل المنطقة، مايجعلها منطقة مشتعلة، ليست أقل ضراوة من الحرب الروسية الأوكرانية بانعكاساتها القاتلة على العالم كل العالم، وهذه اوروبا اليوم تحسب لشتاء قارس، فيما عملتها تتهاوي والتضخم في طريقه للفتك اقتصادياتها و بها.
إطلاق الحرب لايتطلب أكثر من مبرر، فيما إطلاق عملية سلام في هذه المنطقة يتطلب “عدالة” ولو في حدها الأدنى، وحدها الأدنى في بلد مثل لبنان هو إطلاق يده للبحث عن ثروته، وهي آخر أمل للبنانيين للخروج من كوارثه في الحياة والاقتصاد وبقاء البلد كل البلد.
موقف دولي، يسمح للشركات النفطية بالتنقيب عن غاز البحر اللبناني بالتزامن والتوازي مع التنقيب في البحر الإسرائيلي، وبذلك تنتفي حجة الحرب، ويتحقق لبلد مثل لبنان حقه في ثروته.
العالم حتى اللحظة إما متفرج وإما أعمى، وفي كلا الحالين:
ـ الحرب قاتلة.
قاتلة ليس للبنانيين المقتولين مسبقًا، بل ستكون اجتياحًا كبيرًا لما تبقى من هدوء في هذا العالم وقد أعطته الحرب الروسية الأوكرانية درسًا.. درسًا لم يتعلم منه مايكفي.