إذا ما أنجز الايرانيون قنبلتهم النووية.. من سيضغط على الزر الأحمر؟

وكأن قصة النووي الإيراني بالنسبة للإسرائيليين باتت تُختَزّل في:

ـ نتنياهو على جانب، يقابله بينيت على الجانب الآخر.

ـ دونالد ترامب على جانب، يقابله جو بادين على الجانب الآخر.

والموضوع واحد:

ـ القنبلة النووية الإيرانية.

على هذا النحو تصيغ يديعوت احرونوت الحكاية، فبالنسبة للصحيفة العبرية فإن: “قصة نتنياهو بطولية، بكفاءاته، بعلاقاته، استعداده للقتال مهما يكن”.

وانطلاقًا من قصته البطولية هذه فإنه” نجح في أن يتسبب بانسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي وفرض عقوبات بعيدة الأثر على النظام الإيراني”.

أما بينيت فـ “بجبنه، بهزال أفعاله، فيدع الإدارة الأمريكية تعود إلى الاتفاق مع إيران”.

والخلاصة “بسببه إيران ستكون نووية”.

وحين تسرد يديعوت القصة، فتسردها باعتبارها “قصة تاريخية” والقصة التاريخية تتمثل في أن  نتنياهو بالفعل أقنع إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، فقد كان الرجل واثقًا ان ترامب سيفوز في الانتخابات الأمريكية، وبأنه سيدير سياسة حد أقصى من الضغط على إيران، وعندها إما أن يكسر النظام الإيراني ويفرض عليه التخلي عن المشروع أو أن يشن حربا ضد إيران.

ثم ستتابع يديعوت ما أسمته بـ “القصة التاريخية”، فالناس في محيط بينيت نبشوا في الوثائق كي يستوضحوا إذا كانت لنتنياهو خطة بديلة، فلم يجدوا خطة كهذه.

بعد سرد “القصة التاريخية” التي ترى في بينيت “جبانًا” ثم تراه وقد فتح البوابات للقنبلة النووية الايرانية، تذهب الى الرهان على المستقبل، وأي مستقبل؟

إنه:

ـ مايك بومبيو.

هل سيكون بومبيو شيئًا من المستقبل؟

مايك بومبيو كان هذا الأسبوع في إسرائيل وهو وحسب يديعوت يعتزم التنافس في الانتخابات على الرئاسة في 2024، وكان بومبيو قال في محادثاته في إسرائيل انه لو كان اليوم رئيس الولايات المتحدة فهذا ما كان سيفعله بإيران: “حد أقصى من الضغط واستعداد لعملية عسكرية”.

هل يعني ذلك (أي إذا ماوصل ال مقعد الرئاسة) أنه سيتصرف وفقا لما قاله ترامب منذ وقت غير بعيد أنه سيذهب إلى عملية عسكرية ضد إيران؟

واقع الأمر أن إيران تمضي في انتاج قنبلتها، ولكن في الإدارة الإسرائيلية ثمة اختلافات في الرؤيا، ففيها اتجاهات ربما أبرزها الاتجاه الذي يقوده رئيس الموساد يوسي كوهن، وكان  في أواخر ولايته في الموساد سافر إلى واشنطن والتقى الرئيس بايدن، وهناك مارس كل مايستطيع على الرئيس جو بايدن، ولكن بايدن بقي على حاله: “إذا ما رضيت إيران، فان أمريكا ستعود إلى الاتفاق”.

الشخصية الثانية، أو لنقل الخط الثاني كان خط بينيت، وهو يدعي بانه عندما عين رئيسا للوزراء اكتشف أن نتنياهو لم يفعل شيئا كي يستعد عسكريا حيال إيران نووية، وأنه عمليا، وضع كل بيضه في سلة ترامب، اما هو وبخلاف نتنياهو، فقرر الاستثمار في التزود بالسلاح وباستعداد الجيش الإسرائيلي، والحديث هنا  يدور عن مليارات، ليس لأن أحدا ما يقدر بأن الإيرانيين يعتزمون إسقاط قنبلة ذرية على تل أبيب، ولكن إسرائيل ملزمة بان تستعد لهذا الاحتمال أيضا.

على هذا المفترق سيكون السؤال:

ـ ماذا لو انجزت ايران قنبلتها النووية؟ هل ستسقطها على إسرائيل؟

في عدد المجلة الجديدة “مجتمع، جيش وامن قومي” الإسرائيلية، ينشر البروفيسور آفنر كوهن، وهو الباحث رقم واحد في النووي الإسرائيلي، مقالاً  يرد على هذا السؤال مبتدئًا بالقول:

ـ من هو الرجل الذي سيضغط على الزر الأحمر؟

جوابه مفاجئ، بن غوريون، كما يدعي كوهن، حرص على أن يبعد الجيش الإسرائيلي عن المشروع النووي، فقد تخوف من الجنرالات الذين عارضوا ديمونا، الجيش الإسرائيلي سيقاتل بسلاح تقليدي، كما قرر. أما الذخائر النووية فسيديرها مدنيون – لا جنرالات ولا سياسيون، بل مهنيون. وقد استهدف المشروع النووي أن يكون بوليصة تأمين ليوم قارس. إدارته تتطلب الحذر. الذخائر النووية ستبقى دوما “على مسافة ما من وضع تكون فيه جاهزة للاستخدام”.

في إسرائيل رئيس الوزراء هو الذي يتحكم بالذخائر النووية ولكنه لا يمكنه أن يستخدمها وحده. المفهوم الأمريكي يقول إن الرئيس يمكنه أن يضغط على الزر الأحمر وحده. اما إسرائيل فتصرفت بشكل مختلف بطريقة الزر المزدوج: رئيس الوزراء يمكنه أن يعمل فقط بموافقة وزير الدفاع. أما إذا كان رئيس الوزراء هو وزير الدفاع فهو ملزم بان يختار وزيرا آخر. رابين اختار في ولايته الثانية بايغا شوحط؛ بيرس اختار اهود باراك؛ باراك اختار دافيد ليفي. ولابد بان بينيت تصرف كاسلافه: التحكم بالزر الأحمر مشارك له ولبيني غانتس. لعله ليس لهما رؤيا مشتركة ولكن لهما زر مشترك.

الإسرائيليون، لم يمنحوا سلطة الضغط على الزر الأحمر لرجل واحد.

ـ هل سيكون هذا حال الإرانييين فيما لو أنجزوا قنبلتهم؟

حتمًا لن يكون الأمر على هذا النحو، فسلطة المرشد الأعلى لايشاركه به سوى “الله” نفسه.

ترى هل سيستشير “المرشد” الله ليضغط على ذاك الزر المدمّر فيما لو صارت القنبلة في طيات عمامته؟

Exit mobile version