فنزويلا، ولها من النفط 900 ألف برميل يوميًا، ياله من رقم مدهش، يفتح الخيال على بلد تعيش في القصور لافي الزرائب، وتتغذى من منتجات البحر والنحل لا على التقاط القمامة، ومع ذلك فهي تعيش مع شافيز ومن بعده مادورو في “الزرائب” وعلى ما تخلّفه القمامة.
إيران، ولها 5 بالمئة من انتاج النفط العالمي، هذا عداك عن بيئة وماء وثروات طبيعية تخوّلها لأن تستبق الجنّة بجنّة على الأرض، وهاهي “تشحذ” اللقمة، وتعطّش الأهواز، وتبلغ نسبة الفقر فيها مالفنزويلا.
كوريا الشمالية، ولها مفاعلات نووية، وصواريخ نووية، ولها حلم أن تنزح بكل سكّانها إلى شقيقتها كوريا الجنوبية، فهناك البحبوحة والحريات، وهنا كيم ايل سونغ ووليده المصاب بالسمنة الفارعة والجنون الفارع وإعدام وزرائه بل وأعمامه بطلقات المدافع لا بخرطوش البنادق والمسدسات.
اما سوريا الأسد، فقد تحوّلت من بلد قمحه يصدّر مُطعِمًا العالم الثالث، ونسيجه يغطّي أقفية قارتين ويزيد، إلى بلد يمشي عاريًا، وتتشابك فيه الأيدي على فوهات الأفران، حتى بات رغيف الخبز يستلزم البطولة والشهادة والفداء.
وفي كوبا قصب السكّر، والامطار الاستوائية، والمجاعة تلحق بالمجاعة، حتى يحكي أن عاملة في مطار هافانا، شكت لسائح أحمر، انها تشتهي أن تتعرف على طعم لحم الدجاج، لمجرد أخذ العلم والمعرفة وإبرام عقد زواج مع الدجاج.
ويوم تتجول في لبنان، ستكون اكوام القمامة في الضاحية، وستكون “جونيه”، حديقة تنتمي الى مابعد القرن الواحد والعشرين.
كما لو أن “المقاومة” تساوي “القمامة”، والاشتراكية، تساوي “الجوع”، واليسار يساوي الاستثمار في عرق الناس وبؤس الناس وسلب الناس بالإضافة لحرياتهم، سلب خبزهم، وهذا مالم يشتهيه “كارل ماركس” رائد الاقتصاد السياسي في الفكر العالمي، وقد لايشتهيه رفيقه فريديريك انجلز في “البيان” الشيوعي”، كما لايشتهيه أي من عائلة روتشيلد من مصممي الرأسمالية العالمية.
في الأمر لغز، مفاده:
ـ اشتراكي يساوي أولغارشيا يقابلها “بروليتاريا” منسحقة، ومزارع يشتهي أن يتعرف على طعم لحم الدجاج.
ـ مقاوم وممانع، يساوي مزبلة هنا، وقتلى هناك.
وإذا كان للخيال من مكان في السؤال وفي الجواب، فما حالهما، ونعني السؤال والجواب إذا مانهض كارل ماركس من قبره و “وشوش” رفيقه انجلز عن حال عباده من الاشتراكيين؟
وما حال أبو ذر الغفاري إذا مانهض من قبره وشهد على المقاومين وقد أغرقوا بلدانهم بالقمامة والمشانق وسلب الأرزاق؟
ـ هل سيخرج إلى الناس شاهرًا سيفه، أم “سيتضبضب”، ويعلي صوته:
ـ سامحوني.
ثم يعود إلى فراشه ويغط وينام؟