إذا ما اندلعت الحرب الواسعة

زاوية مينا

معلومات شبه مؤكدة مفادها أن المبعوث الامريكي عاموس هوكشتاين، حمل رسالة بالغة السواد إلى “قيادات لبنانية” اما مفاد المعلومات فهي:

ـ الإدارة الامريكية عاجزة عن اتخذا أيّ إجراء لوقف الحرب في غزة.

الرسالة تعني فيما تعنيه إقفال أيّة مساع لحلول دبلوماسية على الجبهة اللبنانية، فحزب الله لن يتراجع عن الحرب سوى بتحقيقه شرطه:

ـ إيقاف الحرب على غزة.

ما بعد هوكشتاين ارتفعت المخاوف اللبنانية، ومعها ارتفعت مخاوف دول عديدة دعت مواطنيها المقيمين في لبنان إلى المغادرة وإن لم تكن فـ “الحذر”.

كل الوقائع تقول بأن الحرب الواسعة باتت قريبة، ومع احتمالاتها يتزايد الشقاق اللبناني ما بين دعاة الحرب، والمحذرين منها، والقرار سيكون للطرف الاول في غياب “قرار الدولة” تبعاً لغياب الدولة نفسها.

قرّاء الحرب يعتقدون بالحقائق التالية:

ـ لدى حزب الله ومحور المقاومة ما يكفي للحاق ما يفيض من الايذاء للإسرائيليين، فلدى حزب الله ما يكفي من لأسلحة لتحقيق هذا الأذى بالإضافة لكوادره العسكرية التي اختبرت في مجموع جبهات من بينها الجبهة السورية، دون نسيان “أنصار الله” الذين لابد ويستكملون المعركة مع حليفهم حزب الله وهم المطلون على بحر العرب والبحر الاحمر وآخر عملياتهم استهدفت بالأمس البارجة آيزنهاور.

يقابل هذه القوّة القوّة الإسرائيلية التي لابد وتشتغل على إنهاء مفاعيل جبهة الشمال بإسناد امريكي تحمله البوارج، وبإسناد بريطاني انطلاقاً من قبرص، ما يعني لا الحاق الاذي بلبنان فحسب، بل إحداث فائض دمار يقدّم المثل الثاني بعد غزة.

دمار متبادل، وانسداد كامل لأية آفاق لحلول دبلوماسية، انعكس على يوميات اللبناني في ذروة الموسم السياحي، المصدر الاقتصادي الوحيد المتبقي للبنانيين ما بعد إفلاس المواسم وشحّة المواسم الزراعية والدمار العجيب الذي لحق بقرى الجنوب اللبناني وهو الدمار المسكوت عنه إعلامياً الامر يدعو إلى الريبة.

على المستوى الاستخباراتي، ثمة الكثير من الاختراقات التي وقعت لحزب الله و قد أدت إلى تصفية مجموعة كبيرة من قياديي حزب الله كما حال عماد مغنية ومؤخراً أبو طالب، وكذلك اختراقات طالت قياديين من حلفاء حزب الله كما حال قاسم سليماني وصالح العاروري، وليس مستبعداً وفق الكثير من القربات الإعلامية استهداف شخص حسن نصر الله، ما يعني أن تتحول هذه الاختراقات إلى “كعب أخيل”، مجهضة بذلك القوة التي يمتلكها حزب الله، في حرب لن تكون خاطفة تماماً كما لن تكون بالغة الطول ذلك أن القوى الحليفة لإسرائيل لابد وستضع كل ثقلها في إسناد القوات الإسرائيلية إعمالاً لتدمير لبنان.

الرهانات الإسرائيلية تبدأ من التعويل على الحلفاء الغربيين والبارز منهم القوات الامريكية ومن ثم البريطانية، ولاتنتهي في الرهان على قوى لبنانية لابد وتشكل قوّة بمواجهة حزب الله تحت شعار: إلى أين تأخذنا؟.


المعطيات النهائية حتى اللحظة تقول:
ـ لا حلول دبلوماسية في الأفق وهوكشتاين أبلغ الرسالة.
ـ لا إمكانية مؤكدة لحفظ صيغة “حرب المشاغلة” أو “قواعد الاشتباك”.
ـ لا إمكانية لنتائج سياسية للحرب إذا ماكانت “نصف حرب”.
ـ الدمار سيكون متبادلاً بفارق أن لبنان يتيم، فإذا ما دُمِر لن يستعاد، فيما لإسرائيل الكثير من الآباء والأمهات.

Exit mobile version