إذا ما اهُزم زيلنسكي

مرصد مينا

واضح أن الحرب الروسية / الأوكرانية قد باتت على شفى نهاياتها، أما النهايات فلن تكون سوى تسوية يتنازل فيها فلوديمير زيلنسكي عن أجزاء من أراضي بلاده بعد أن باتت هزيمته محققة أو شبه محققة.

هي محققة ما بعد الانهاك الذي أصاب حلفائه من غرب أوروبي مضاف للحليف الأمريكي، فحجم التدفقات المالية التي حصل عليها الأوكران فاضت عن أيّ توقعات ممكنة، ما أدّى بجمهوريي الكونغرس الأمريكي إلى الاعتراض على امداده بـ ٦٥ مليار دولار كانت مقررة في العام الجاري، فيما أعلنت المجموعة الأوروبية عن إيقاف إمداده بـ ٥٠ مليار دولار، وهي مبالغ كان لها أن تضاف إلى ٣٥٠ مليار دولار كانت قد وصلت أوكرانيا مطلع حربها، هذا عدا الخدمات الاستخبارية التي قدمها الغرب إلى أوكرانيا ودون تحقيق هزيمة بالروس منذ أن ابتدأت الحرب لتكون النتيجة هزيمة تتلوها هزيمة.

سيواكب هذا تغيرات عميقة في الموقف الأمريكي من الحرب فقد انتقل جو بايدن من القول :
ـ سوف ندعم أوكرانيا مهما تطلّب الأمر، إلى:
ـ سندعم أوكرانيا قدر استطاعتنا.

والتغير هنا لابد سيتجاوز اللغة، فالأوكران يفرون من الخدمة العسكرية، وجيشهم لم يتجاوز ٣٠٠ الف مقاتل مقابل ما يزيد عن مليون وثلاثمئة مقاتل روسي، هذا عدا عن الفساد الذي ينخر بالجيش الأوكراني والقيادة الأكرانية، بل، والفساد الذي طال عائلة زيلنسكي وآخر أخبار الفساد ماكشف عنه تحقيق استقصائي اشتغل عليه الصحفي المصري محمد العلوي، الذي عُثر على جثتة مقتولاً في الغردقة، في 23 ديسمبر الفائت، وكان العلوي كشف عن عملية شراء فيللا باهضة الثمن قامت بها والدة زوجة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أولغا كياشكو، وقدرت قيمة الفيلا بمبلغ 4.8 مليون دولار.

وكان العلوي تحدث في مقطع فيديو متداول، أنه اطلع بنفسه على عقد شراء عقار موثق باسم “حماة” زيلينسكي بتاريخ 16 مايو 2023 بمحافظة البحر الأحمر بمدينة الجونة الساحلية.

نهاية الحرب هذه، والتي لابد ستقتطع أجزاء واسعة من الأراضي الأوكرانية، لابد ستشكل صفعة بالغة لإدارة جو بايدن، فالهزيمة هنا لن تكون هزيمة اوكرانية، بل ستحتّم هزيمة حلفاء أوكرانيا، وقد أخذت الحرب ما أخذت من اقتصادياتهم، وهو ما يثير الكثير من القلاقل الأوربية، ويوطّد القوّة الروسية، الأمر الذي سيترتب عليه الكثير دون إغفال حرب غزة، التي لابد وستضاف إلى سيرة جو بايدن شخصياً كما إلى الديمقراطيات الغربية وقد فقدت معايير النزاهة في رؤيتها لحقوق الإنسان، وموقفها من الإبادات الجماعية التي يتعرض لها شعب بأكمله.

هي هزيمة الرهان، هكذا سيبدو الأمر، فالرهانين الأمريكي والأوربي كانا قد مُنحا لحليفين:
ـ الأوكراني، الفاسد، وفاقد الهمة على خوض الحرب.
والإسرائيلي، وقد تخطّى كل المعقول في حربه، ليتحوّل جيشه من محارب على جبهات القتال، إلى قاتل لا يعطي أيّة قيمة للحياة البشرية وقد طال سلاحة أطفالاً وشيوخاً ومدنيون وأسرّة مشافي.

هزيمة عسكرية أوكرانية على ضفة، وانتهاكات أخلاقية وحقوقية على الضفة الأخرى
والنتيجة:
ـ ما الذي ستعد به الولايات المتحدة هذا الكوكب؟

السقوط.. وحدها المفردة القابلة للتداول ما بعد حربين شهدهما ٢٠٢٣.

Exit mobile version