إذا ما وقعت الحرب الإسرائيلية الإيرانية

روسيا واحدة من دول احتلال سوريا، كل ما ملكته من سوريا قاعدة بحرية وطائرات تقصف المدنيين وتدمر البشر.. تناصر نظامًا يأتمر باوامرها، غير أنها كما أي قاعدة عسكرية تجتثها الحرب أو لعبة الامم، وإذا ماسقط فلاديمير بوتين قد لايتبقى من القاعدة سوى مجرد “ذكرى بائسة”.

وأمريكا دولة احتلال أيضًا، وطالما كان احتلالاً قابلاً لأن ينسحب تاركًا معداته بعد إحصاء جنوده والتيقن من رحيلهم معه، وحدث هذا في فيتنام وآخر وقائعه ما حدث مع الأفغان.

أما حال الاحتلال الإيراني، فهو لايتجسد بقاعدة عسكرية، فالفارق ما بين السرطان، وكسر في القَدَم، أن كسر القدم قد يجبر فيما السرطان هو لعبة الخلايا القاتلة.

خلايا السوق، وخلايا العقارات، وخلايا التغييرات الديمغرافية، وخلايا العقائد حيث اللطم قد حلّ محل الرقص والحسينية قد باتت المدرسة الاكثر شيوعًا في دولة “تنكّرت” للإسلام وانتصرت للخميني، وهنا خطورة المسآلة.

منذ  دخولها على الأرض السورية، وجمهورية الملالي تشتغل على كل ما هو “أهلي”، بدءًا من حراسة مقامات وأضرحة “آل البيت”، إلى الشراكة الحثيثة في الحرب الاهلية، والدفع نحو الحرب الأهلية، والاشتغال على تقسيم سوريا إلى “أهل سوريا”، و “أهل المهجّرين قسرًا منها”، اولئك السوريون الذين  ابتلعتهم البحار وزوارق الموت، كما ابتلعتهم الزنازن وابتكارات القتل، وهنا لن تكون المسألة مفاضلة ما بين احتلالين، بل هي الصورة ما بين احتلال قابل للرحيل، واحتلال يسكن الخلايا ويسممها كما لو كان لعنة لاتحول ولاتزول.

واليوم، ما االذي يحدث وإيران تمسك بالرئة السورية فتسمح بالتنفس هنا، وتحول دون التنفس هناك، وماذا لو وقعت حرب أشمل في المنطقة طرفاها الرئيسيان :

ـ إسرائيل وإيران؟

قد تقع هذه الحرب، بل لم تعد مستبعدة، فالإسرائيليون يعلمون بالتمام والكمال مامعنى أن تمتلك إيران القنبلة إياها، واستباقًا قد يشتغلون على تدميرها قبل ولادتها حتى ولو اعترض ذلك سياسات جو بايدن الهزيلة والرخوة، وإذا مافعلوا ذلك، فقد تقع الحرب الشاملة في المنطقة، وعندها ماهي خيارات السوريين، وفي اي خندق سيكون حالهم والخيار ما بين عدوين؟

ثمة ثلاث احتمالات:

ـ لاول أن يذهب الكثير من السوريين لمقولة “إذهب انت وربك وقاتلا”، بما يعني االسلبية في مواجهة مثل هذا الاحتمال.

ـ والثاني مناصرة إيران بوصفها راعية نظام وشريكة نظام، والنظام بحواضنه لايعير بالًا لوطن بقدر ما يعير همومه لبقاء الطغمة.

والاتجاه الثالث، سيناصر إسرائيل، وإذا مافعل ذلك فلا ملامة، فالإسرائيليون، وعلى مدى عقود من احتلالهم، اشتغلوا على دولة قد تتأهل لتكون جزءًا من المنطقة، بعد أن تخرج من الثكنة وتعترف أن مقولة “العدو وراء الأسوار”، مقولة لن تتنجيهم من سجن الجغرافية وسجن “الإسرائيلي إما تحت السلاح وإما احتياطي سلاح” فتكون “الدولة الفلسطينة” بجوار “الدولة اليهودية” ومن بعدهما يشتغل سكان المنطقة على اقتصاديات مشتركة وتنمية مشتركة، ودفن السلاح دون عودة بعد إعادة المدرعات الى مستودعاتها.

ستكون خيارات السوريين حادة، صعبة، مركّبة ومعقّدة، وسيتذكرون مع كل صباح:

ـ مجزرة حصلت علىى أرضهم ارتكبها الإيراني بالتحالف والتضامن مع النظام وليس آخرها “حفرة التضامن”، ومجزرة حصلت بجوارهم، وليس من السهل بمكان تجاوز وقائع “صبرا وشاتيلا”، ولم تغدو من الماضي أي كانت قدرة البشر على الدفع بالزمن ليختبئ خلف ذاكرة تشتغل على أن تنسى.

مسكين السوري أي كانت خياراته.. خيارات لم يخترها.

Exit mobile version