fbpx
أخر الأخبار

إذا هزم الروس يربح الامريكان، وإذا مادمرت اوكرانيا فليسوا بخاسرين

هو صراع مابين امبرياليتين، امبريالية تشتغل على الصعود، وهي روسيا السلاح بالتحالف مع صين الاقتصاد، وامبريالية تداري هبوطها وهي الولايات المتحدة الامريكية.

الأولى توطد قوتها سواء على الضفة الشرقية للمتوسط، كما في مناطق متناثرة من افريقيا، والثانية تنسحب من أفغانستان وتُهان في العراق، وتفرض على حلفائها “العطايا” دون أن تقدم للحليف ما يكفي من الحماية.

وجاءت الحرب الروسية الاوكرانية لتحسم في سؤال صعب مرتين:

ـ مرة في معطيات القوة، والثانية في البعد الأخلاقي لما سيؤول عليه عالم اليوم، ومازال العالم، عالم القطب الواحد المهتّز.

في اللعبة الاوكرانية، ذهبت النخبة الاوكرانية الشابة إلى الأقصى في مواجهة الروس، بل لنقل في مواجهة البعد القيصري في الروس المتمثل بفلاديمير بوتين، والبعد الأقصى هنا يحمل شيئًا من الثأر من التاريخ، فالاوكران وقد كانوا ولحقب طويلة تحت الجناح الروسي، يشتغلون اليوم على كسر هذا الجناح بحثًا عن جناح جديد ومظلة جديدة، وكان الانضمام إلى الناتو هو العنوان.

والروس، يدركون بما لايقبل الشك، أن الناتو في خاصرتهم يعني تهديد قد يطال رؤوسهم.

وما بين الاوكراني الباحث عن مظلة تكسر مظلة الامس، والروسي الباحث عن أمن خاصرته، وقعت الحرب.

كان الرهان الاوكراني قد تكرس في البحث عن دعم أمريكاني، بما يعني سلاحًا بمواجهة سلاح، وكان الروسي جاهزًا لخوض معركته بكل السلاح، بما فيه السلاح المدمّر للجميع، ومن يعرف العقلية الروسية الموروثة يعرف أن القيصر يسكن في دماغ الروسي، أيّ روسي، وبالنتيجة لابد وسيكون جاهزًا لذروة الدمار، وإلى الحرب أي كانت مسارت ومآلات الحرب.

وقعت الحرب، اكتفى الامريكي بإرسال المساعدات، وبالتضييق الاقتصادي عبر العقوبات على الروس، والحروب لاتخاض بحفّاضات الأطفال.. اكتفى الأمريكي بهذا، ربما لأن ليس لديه من التهوّر مايكفيه لفتح بوابات حرب عالمية ستكون مآلاتها عودة العالم الى التراشق بالهراوات بعد أن تفني هذه الحرب تكنولوجيا السلاح.

الاوربيون، كانوا في الوسط، فالقارة المتهمة بالعجوز، توطد التهمة يومًا بعد يوم بالعجز، وممارسة العجز، فلا هي جاهزة للمواجهة، ولا هي واثقة بالامريكان، ما حول الأوربيين إلى  مهرجين، كل مالديهم من قوّة اختزلت بقوة الإدانة والهجاء، فيما اوكرانيا تدمر مدنًا، وحواضر، وسلاحًا، ولم يتبق امام اوكرانيا سوى البحث عن حل عبر موائد المفاوضات.

مفاوضات لن يتنازل فيها الروس عن تعهدات صريحة، يكتب على اوراقها:

ـ امتناع اوكرانيا عن البحث عن أية شراكة مع الناتو.

إذا ماحدث هذا، إذن لم كانت الحرب؟

من اجل العودة إلى ماكان متوفرًا دون اللجوء إلى حقول الدماء والدموع والتهجير والتدمير.

حماقة أوكرانية ضعيفة هزيلة، بمواجهة حماقة روسية مدججة بالسلاح.

هي ذي الحرب الاوكرانية الروسية..

رؤوس حامية، على طرف منها رؤوس محمية بالخوذ، وعلى الطرف الثاني حاسرة الرأس.

والرابح وحده فيها الأمريكان، فهم رابحون إذا ماخسر الروس، وليسوا بخاسرين إن دمرت اوكرانيا.

ومازال السؤال:

ـ أي عالم سيتشكل مابعد هذه الحرب؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى