أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أمس الثلاثاء، أن عملية شرق الفرات ستبدأ قريباً، بمرحلة جديدة مختلفة عما سبقها، مشيراً إلى أن بلاده ستدفع ثمناً غالياً في حال عدم القيام بها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، أمس الثلاثاء، أثناء مأدبة غداء، أقيمت على شرف المشاركين في مؤتمر السفراء الأتراك الـ11 المنعقد بالعاصمة أنقرة، حيث قال الرئيس التركي ” أن خطوات تركيا بخصوص شرق الفرات في سورية، ستدخل مرحلة مختلفة قريبا، بحسب وكالة الأناضول.
وأفصح أردوغان في كلمته عن عزم بلاده الدفاع عن مصالحها بشتى الطرق بقوله “سندافع عن مصالحنا القومية عبر الحوار وعناصر القوة الناعمة، وأحيانا عبر الضغط الدبلوماسي، وإذا ما تطلب الأمر فباستخدام القوة الفعلية، مضيفاً “مع التزامنا بالحوار والاتفاق، تمتلك تركيا الحق في اتخاذ كافة التدابير، للقضاء على التهديدات التي تستهدف أمنها القومي، سواء كان ذلك مع حلفائها أو بدونهم”.
الرئيس التركي أعتبر أن تركيا لن تنعم بالأمن طالما بقيت الأحزاب الكردية على حدودها الجنوبية، قائلاً ” تجفيف مستنقع الإرهاب بشمال سوريا يقصد قوات سوريا الديمقراطية – هي القضية الأكثر أولوية بالنسبة لبلادنا، ولا يمكن لتركيا أن تشعر بالأمان، ما لم يتم القضاء على ذلك الكيان الذي ينمو كالخلايا السرطانية على حدودنا الجنوبية، عبر الأسلحة الثقيلة المقدمة إليه من قبل حلفائنا”.
ووفقاً للوكالة الرسمية، فقد أردوغان أنه “إذا لم نقم بما يلزم اليوم، سندفع ثمن ذلك باهظا في المستقبل لا قدر الله، وسيدخل المسار الذي بدأناه عبر عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون مرحلة مختلفة قريبا، وبالتالي سنكون قد أسسنا ممر سلام يتيح لأشقائنا السوريين العيش في طمأنينة ورخاء وآمان، حسب وصفه.
وكما في كل خطاباته، اتجه الرئيس التركي لإستمالة الجانب الأمريكي “ننتظر من الولايات المتحدة، حليفتنا في الناتو وشريكتنا الاستراتيجية، اتخاذ خطوة في الملف السوري تليق بالحليف الحقيقي، مؤكداً أن تركيا لا تأخذ زمام المبادرة من أجل مستقبلها فقط، إنما لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة برمتها أيضا.
كما وبين زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، في كلمته أنه “لقد أظهرت لنا تجاربنا الأخيرة في سوريا مرة أخرى، حقيقة أن من لا يكون في الميدان لا يستطيع أن يكون على الطاولة، داعياً الولايات المتحدة إلى تسليم بلاده قيادات منظمة “غولن” الإرهابية، ووقف تسليح تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي، حد وصفه.
إردوغان لم يتوانى في التلويح بورقة اللاجئيين السوريين، التي طالما إستخدمها في السنوات السابقة، بقوله أن بلاده تهدف من خطواتها في سوريا، إلى انقاذ نفسها وأوروبا من ضغط المهاجرين غير النظاميين، وتسريع عملية عودة المهاجرين السوريين إلى بلادهم.
يذكر بأن جولة ثانية من المباحثات الأمريكية – التركية، إنطلقت أول أمس في العاصمة التركية أنقرة، بشأن المنطقة الآمنة المزمع إقامتها شمال شرق سوريا، وسط خلافات بين الجانيين تتعلق بعمق وأبعاد المنطقة الآمنة.
حيث طالبت تركيا أن تكون المنطقة بعمق 32 كيلو متراً، من الحدود التركية باتجاه الأراضي السورية، فيما تعتبر الولايات المتحدة أن العمق المناسب، هو بين 5 – 15 كيلومترا مع سحب الأسلحة الثقيلة إلى مسافة أبعد من ذلك.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي