إرهاب البيئة بين البحر والغابات

جاء تقرير نشرته منظمة “غلوبال ويتنس” الغير حكومية في تقرير لها، مفاده، “عددا كبيرا جدا من المدافعين عن البيئة، تم كتم أصواتهم في العالم، بفعل الترهيب أو العنف تارة، بالإضافة لممارسة الضغط القانوني عليهم، من خلال مواجهتهم بالقوانين الخاصة بمنع التظاهر.”

وبحسب وكالات فرنسية، فقد أعلنت المنظمة الغير حكومية ضمن تقريرها السنوي، عن مقتل حوالي 164 مدافعا عن البيئة في عام 2018، كانوا يعارضون قيام مشاريع مناجم و أخرى تتعلق بالغابات، حتى ما يتعلق في الصناعات الغذائية.

حيث احتلت الفلبين قائمة البلدان الأخطر في العالم على السكان المدافعين عن أراضيهم، وعلى ناشطي البيئة والمهتمين بحمايتها والدفاع عن حقوقها، لتأتي كولومبيا خلف الفلبين، حيث قتل 24 شخصا فيها و23 آخرين في الهند، كما كان لـ غواتيمالا النصيب الأكبر بحسب عدد السكان بقتل 16 مدافع عن البيئة بها.

بالمقارنة بين عام 2018 مع 2017 فإننا نجد تراجعا ملحوظا في معدلات حالات القتل، حيث سجلت النسبة الأكبر عام 2017 ببلوغ عدد القتلى 207 شخص، بنما أشارت منظمة ” غلويال ويتنس” الغير رسمية أن سبب تراجع معدلات الجريمة ربما يكون سببه أنها تحدث في قرى نائية يصعب الوصول إليها أو توثيق الحوادث بها.

إذ لقي ثمانية ناشطين حتفهم في نزاعات جرت مع ممثلين لصناعة الصويا في ولاية “بارا” البرازيلية وحدها في 2018، كما تقول المنظم.

أما أكبر حادث وقع عام 2018، كان ذلك في ولاية “تاميل نادو” في الهند راح ضحيته 13 شخصا على أعقاب تظاهرة ضد منجم للنحاس في الولاية.

في الضفة الثانية من حرب البيئة:
على شاطئ خير الدين في ضاحية العاصمة تونس، مشهد لقوارير وعلب بلاستيكية متناثرة على رمل الشاطئ الشمالي للمدينة، رماها الناس بعد أن فرغوا منها في منظر لايمت للحضارة بصلة، دأب متطوعون تونسيون على جمعها ومساعدة السلطات الحكومية والتي تعاني من انتشار هذه الظاهرة في شواطئ تونس عامة.

المشهد ذاته تكرر مرارا منذ اندلاع ثورة تونس عام 2011، التي كان من المفترض وضعها ضمن أولويات مجلس البلدية المنتخب في تلك الفترة.

وجاء في برنامج المجلس البلدي الانتخابي للعاصمة تونس بداية الثورة التونسية، معالجة مشاكل التلوث والنفايات وغيرها من المشاكل البيئية المنتشرة في عاصمة تونس.

وفي احصائية للصندوق العالمي للطبيعة، تبين أن حوالي 80 ألف طن من المواد البلاستيكية تلقى على شواطئ المدينة سنويا، كما أن نسبة إعادة تدوير هذه المواد لا تتجاوز الـ 4%، أي أن حصة كل شاطئ في تونس والتي تبلغ مساحتها مجتمعة 2290 كيلو مترا، حوالي 6.8 كيلو غرام من البلاستك يوميا.

كما تنشط خلال فصل الصيف، عدة منظمات معنية بحماية البيئة والمحافظة عليها من خطر التلوث، ويعمل متطوعو هذه المنظمات في عطلة نهاية كل أسبوع على توعية المواطن التونسي للخطر المحيط بهم جراء هذه الكارثة.

متطوعي منظمة ” تونس كلين آب” ينشطون في جمع قاذورات الشواطئ المتنوعة بين مواد بلاستيكية، فوط أطفال، وأغطية أسرة وأشياء أخرى كثيرة.

إرهاب البيئة

يجد المتطوع المهندس “حسام حمدي” في قارب قديم تجمعت به الكثير من النفايات الضارة، شريط كاسيت خاص بالتسجيلات الصوتية، لينادي أصدقاءه:” انظروا إنه أمر يثير الحيرة والغرابة… شريط قديم توقف العمل به منذ زمن … ماذا يفعل هنا”.

“حسام حمدي” مهندس تجاوز عمره الثلاثين، يعمل كمدير ومتطوع مع منظمة ” كليت آب” منذ عام 2013، يعرف المنظمة بقوله:” تتألف المنظمة من مواطنين “عايشوا تونس النظيفة منذ عدة سنين ويعملون على اعادة النظافة إليها ليتمتع بها أولادهم في المستقبل”، ويدير منظمة لجمع النفايات الورقية والبلاستيكية بهدف إعادة تدويرها والاستفادة منها، بالإضافة إلى تنظيف البيئة، كما أن “حميدي” كان قد بدأ مع رفاقه المتطوعين في تنظيف الشواطئ والغابات التونسية.

يدور حوالي 15 متطوعا تحت أشعة الشمس الحارقة، بين المصطافين على شاطئ ” خير الدين” في العاصمة، وبيدهم أكياس قمامة، ويبذلون قصارى جهدهم في تنظيف الشاطئ.

أظهرت أرقام للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، إلى تراجع كبير بنسبة تدوير المواد البلاستيكية من عام 2011 إلى 2018.

مهمة الوكالة الوطنية هي تنسيق الأنشطة والرسملة، وعمل حزمة الوكالة للتصرف في النفايات، المدارة على الأراضي التونسية، كما تشارك الوكالة في حزمة عمل المنصة الاستراتيجية، حيث تنظم حولها اجتماعات وندوات تقنية وتحصيلية كثيرة.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version