للمرة الأولى عبر التاريخ حلقت طائرة تحمل العلم الإسرائيلي فوق الأراضي السودانية، وذلك بعد أقل من 15 يوم على لقاء رئيس المجلس السيادي الانتقالي “عبد الفتاح البرهان” مع ئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” وهذا اللقاء الأول بين سياسي سوداني وآخر إسرائيلي.
وتحدثت الصحف الإسرائيلية عن التحليق الإسرائيلي فوق الأراضي السودانية، بينما التزمت وسائل الإعلام السودانية الصمت، في ظل غضب شعبي وعدم رضا عن الزيارة واللقاء، كما انقسمت السلطة السودانية حول ذالك اللقاء الذي قال البرهان إنه تم بعلم “حمدك” بينما قال الأخير أنه علم قبل ساعات فقط.
حيث قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الأحد، إن طائرة نفاثة إسرائيلية (M-ABGG)، أقلعت بداية الأسبوع الماضي من إسرائيل متوجهة إلى مطار كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو، وعادت نهاية الأسبوع إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي بعدما مرت عبر الأجواء السودانية.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن البرهان أبلغ نتنياهو خلال لقائهما في مدينة عنتيبي الأوغندية في الثالث من شهر شباط الجاري أن بلاده ستسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية في أجوائها باستثناء طائرات شركة “العال” -الناقل الوطني الإسرائيلي-.
وفي عدة حالات سابقة، مرت طائرات إسرائيلية عبر أجواء السودان، لكنها اضطرت للتوقف في عمان أو في وجهة أخرى حتى لا تسجل الرحلة باعتبارها “رحلة إسرائيلية”، وفق المصدر ذاته.
وبحسب “يديعوت” فإن النفاثة المذكورة، لا تحمل رقم تصريح إسرائيلي، لكن قاعدتها المسجلة هي في مطار بن غوريون، وتشير بيانات بث الطائرة، إلى أنها أقلعت من إسرائيل إلى الكونغو مساء الإثنين، في مسار مر فوق قناة السويس، إريتريا، وإثيوبيا، وكينيا وأوغندا، يستغرق نحو 7 ساعات.
وفي طريق العودة، حلقت الطائرة الإسرائيلية في الأجواء السودانية، بمسار مر عبر الكونغو، وإفريقيا الوسطى، والسودان، ومصر، وهو المسار الذي استغرق 5 ساعات ونصف الساعة، ويأتي التقارب السوداني الإسرائيلي في وقت خطر بالنسبة للقضية الفلسطينية التي تواجه الاضمحلال، وفق مخطط ترامب للسلام في الشرق الأوسط أو ما يعرف بـ “صفقة القرن”.