إسرائيل وميزان العدل المكسور

تعمل إسرائيل على حفر وجودها في التراب الفلسطيني، لتجد لنفسها ذرة من تراب تراثي في الأرض المحتلة، وهي لا تتوقف عن اتخاذ كافة التدابير التي تعزز فكرة حقها التاريخي المزعوم في أرض فلسطين، ابتداءً من نسبها لـ “قرص الفلافل” للتراث الإسرائيلي، مروراً بـ “الاكتشافات الأثرية” التي تقول فيها بأن أهل فلسطين الأصليين هم أوربيون، وصولاً إلى الهيكل المزعوم.

وهي تساهم في بناء صورة جميلة وحضارية لها في انتزاع حقها ممن تقول أنهم “صادروا حقها في أرض الميعاد”، عبر وسائل “الحرب الناعمة”، دون التوقف عن الدور العسكري والسياسي الذي لا يخلو من مكر ودهاء.

صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، اليوم الأربعاء 31 تموز الحالي، على مخطط لبناء 6 آلاف وحدة استيطانية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

بالمقابل، صادق “الكابينت”، أمس الثلاثاء 30 تموز الحالي، على السماح للفلسطينيين ببناء 715 وحدة سكنية في المناطق المصنفة “ج” بالضفة، حسب “محطة الأخبار الإسرائيلية 13” (خاصة).

وتشكل المنطقة “ج” نحو 60% من مساحة الضفة الغربية وتخضع، بموجب الاتفاقات الانتقالية بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال، للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن المصادقة على هذه الخطة جاءت قبيل وصول كبير مساعدي الرئيس الأمريكي “جاريد كوشنر” إلى المنطقة في جولة تشمل عددا من الدول العربية و”إسرائيل”.

وتقول مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية، إن الحكومة الإسرائيلية تضيق الخناق على البناء الفلسطيني في المنطقة “ج”، وتهدم الكثير من المباني الفلسطينية فيها بداعي عدم الترخيص.
و تشهد المنطقة ذاتها طفرة استيطانية إسرائيلية تتمثل بالزيادة الكبيرة في البناء الاستيطاني خلال السنوات الماضية.

أطلق زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” ورئيس حزب “كاحول لافان”، بيني غانتس، اليوم الأربعاء 31 تموز الحالي، تصريحات رافضة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وشددا على تعميق الاحتلال في الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان فيها، وذلك خلال جولتين انتخابيتين منفصلتين في مستوطنات في الضفة.

ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني الإسرائيلي عن “غانتس” قوله، خلال جولة في غور الأردن إنه “لا يوجد وضع يمكننا فيه أن نسمح لأنفسنا بألا تكون الأغوار تحت سيطرتنا الكاملة. ومن خلال تقدير كبير للمستوطنين، علينا أن نطور خططا اقتصادية من أجل تطوير الزراعة والبنية التحتية. وكاحول لافان يرى بغور الأردن جزءا من دولة إسرائيل في أي اتفاق، وهذا السور الواقي الشرقي لدولة إسرائيل”.

وقال المرشح الثالث في “كاحول لافان”، عضو الكنيست “موشيه يعالون” والذي شارك في الجولة: ” إن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، يتسحاق رابين، تحدث في خطابه الأخير حول الموضوع الفلسطيني عن سيطرة إسرائيلية كاملة في الأغوار، وكل من يفهم في الأمن يدرك أن هذا ما يجب أن يكون، يعيش هنا سكان -يقصد المستوطنين- الذين ينتظرون التطوير، ونحن نعرف أنه توجد هنا أزمة مياه وكهرباء. وقد أهملت دولة إسرائيل الأغوار، ونحن في كاحول لافان نعتزم الاعتناء بذلك. ونحن نتحدث عن خطط حكومية لتحويل الأغوار إلى جنة مزدهرة”.

من جانبه، افتتح نتنياهو متنزها في مستوطنة “أفرات” في الكتلة الاستيطانية “غوش عتصيون” الواقعة جنوب بيت لحم، وقال نتنياهو “أننا نرى الماضي ونحب المستقبل، ولن يتم اقتلاع أي مستوطنة وأي مستوطن، لقد انتهى هذا الأمر، وما تفعلونه هنا سيبقى إلى الأبد، وهذه البوابة الجنوبية للقدس”.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

Exit mobile version