إس-400.. قطعت شعرة أردوغان مع واشنطن

يبدو أن حسابات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” حيال قدرته على تجاوز الغضب الأمريكي من سياساته، لم تأت كما خطط لها، لا سيما فيما يتعلق بصفقة صواريخ إس-400 الروسية، التي أراد أن يتحدى بها حلف شمال الأطلسي، على الرغم من عضوية أنقرة فيه.

بالون هتلر الذي قد يحرق تركيا

وفقاً لرؤية بعض المحللين السياسيين فإن “أردوغان” أراد من صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسي، أن يطلق بالون اختبار، يحدد من خلالها مدى قدرته على التوغل أكثر في طموحاته العثمانية، خاصة في ظل العلاقات الجيدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” ونظيره التركي، التي دفعت الأخير للاعتقاد بأنها قادرة على منح تركيا القدرة على تجاوز الغضب الأمريكي، والمضي أكثر تجاه طموحاتها في المنطقة العربية.

واعتبر المحللون الاقتصاديون، بأن “أردوغان” أراد تكرار سيناريو المستشار الألماني النازي “أدلوف هتلر”، الذي فجر الحرب العالمية الثانية، مضيفين: “قبيل الحرب العالمية أراد هتلر أن يختبر مدى تقبل دول الحلفاء، لطموحاته السياسية، فاحتل بولندا، كبالون اختبار، ولكن كانت النهاية أنه أحرق ألمانيا بمن فيها، وهو ما طبقه الرئيس أردوغان بصيغة معدلة، حيث أراد اختبار صبر الولايات المتحدة على طموحاته، التي يبدو أنه ستقود به إلى ذات مصير هتلر، حنى وإن كان ذلك بسيناريو مختلف”.

كما لفت المحللون، إلى أن بوادر الصدمة وميل الريح بما لا تشتهيه سفن الأتراك، بدأت مع قرارر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، مشروع عقوبات على تركيا، وهو التطور، الذي جاء بعد أسابيع قليلة من إقرار الكونغرس الأمريكي تشريع عقوبات واسعة على تركيا.

مشاكل ترامب وهموم أردوغان

في خضم المغامرة التركية، غاب عن تفكير الرئيس التركي، وفقاً للمحللين، مسألة الضغوط، التي يعاني منها الرئيس الأمريكي على الساحة الداخلية، والتي تمثلت بالشروع في إجراءات عزله، والتهم الموجهة له، وقضية المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأوركراني، وعدة ملفات أخرى، والتي بدوره أضعفت موقف “ترامب” أمام الكتلة الديمقراطية المعارضة للسياسات التركية في الشرق الأوسط عموماً، تحديداً بعد العملية العسكرية التركية شمال سوريا، والاستفزازات التركية لكل من قبرص اليونان، وسياسة الابتزاز عبر ورقة اللاجئين التي تمارسها حكومة العدالة والتنمية تجاه دول الاتحاد الأوروبي، وصولاً إلى الاتفاق الأمني – البحري الذي وقعته مع حكومة الوفاق الليبية، المحسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين.

وأشار المحللون إلى أن كل تلك الأمور مجتمعة، ستدفع باتجاه ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة حيال النفوذ التركي المتصاعد، لافتين إلى أن الأزمة الحقيقية بالنسبة للأتراك ستتمثل في حال خسارة الرئيس “ترامب” للانتخابات الرئاسية القادمة، ووصول شخصية من الحزب الديمقراطي إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة. 

Exit mobile version