إعادة لسؤال: ماقيمة المصالحة السعودية الإيرانية؟

مرصد مينا

بحثاً عن “المساكنة” على ضفتي الخليج كانت المصالحة السعودية الإيرانية برعاية صينية، ولكن المساكنة لم تنتج مايزيد عن خبر في نشرة أخبار، فالوقائع تقول بأن نظام الملالي لم يتغير ومن الصعب أن يتغير، فهذا هو يعلن إعدامه لمواطن عربي الإثنية، و هوحبيب آسيود الكعبي، الناشط الأحوازيّ، بتهمة الانتماء إلى “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”.

ثمة من يعتبر الحدث مجرد “قضية داخلية إيرانية” من بين مجموع قضايا إعدام وصل المنفّذ منهاإلى 64 شخصاً في 12 يوماً فقط.

ثانيهما، استمرار طهران في سلوكها الذي كان يصفه الإعلام العربي والدولي قبل أشهر، بـ”القرصنة البحرية”. مع احتجازها في الخليج منذ عشرة أيام، ناقلتَي نفط كانتا قد انطلقتا من موانئ الإمارات العربية المتحدة بالذات. قبل أن تنقل وكالات الأنباء العالمية قبل أيام، صور “رسوّ الناقلتين في مياه ضحلة قرب ميناء بندر عباس. وهو ما يشير إلى عملية احتجاز مطوّلة”.

هاتان إشارتان  في مسألة الهويّة الذاتية لعرب إيران، وبالتالي مسألة اعتراف نظام طهران بالآخر، والآخر العربي تحديداً، كما في مسألة المصالح الاقتصادية المشتركة بينه وبين محيطه، وأولاها حرّية الملاحة ومعابرها ومنافذها.

طبعاً في الفترة نفسها، سُجّل تطوّر إعلامي لافت في هذا المجال، ألا وهو المساعدة السعودية على إجلاء رعايا إيران ودبلوماسيّيها من مستنقع السودان، مع توثيق هذا التطوّر بالصوت والصورة وتوزيعه وتعميمه بكلّ ما فيه من مودّة سعودية إيرانية.

هذا واحد من “الأصعدة” غير أن الأهم على الدوام أقلّه بالنسبة للمملكة هو المسألة اليمنية، وحولها انتثر كلام كثير ومن بين “الكثير” مايعلنه الإعلام السعودي فهو يعطي صورة دقيقة عن أحوال تلك البلاد اليومية، مع عناوين مثل: “نهبٌ حوثيّ لأراضي اليمنيين”. “الحوثيون يُجبرون الطلبة على التجنيد”. “زينبيّات الحوثي يستهدفن النساء بدورات تعبئة طائفية”.

وحين نصل دمشق، جاء رئيسي إلى دمشق. ونُظّم له استقبالٌ مذهبيّ بامتياز. فتردّدت أناشيد مقام السيّدة زينب من قلب دمشق إلى حماه وحلب وصولاً إلى المحيط العربي.

أيضاً هنا خرجت الأسئلة إلى العلن: ألم يُحكَ ضمناً وعلناً عن أنّ بعض الانفتاح الخليجي على سوريا، مرتبط بمشاريع “استثمارية”، خصوصاً في الجنوب والجولان؟

وهنا سينطلق سؤال:

ما الذي ستبقيه إيران للسعودية إذا كانت إعادة الإعمار في سوريا واحدة من مشاغل المملكة؟

هل سيكون ثمة إعمار لبلد “الميليشيات” الإيرانية؟

وهل تتعايش “الكاتيوشا” الإيرانية مع “الفيزا كارت” السعودية في بلد مثل سوريا؟

جميعها أسئلة تعيدنا إلى السؤال الأساس:

ماقيمة المصالحة السعودية / الإيرانية؟

Exit mobile version