مرصد مينا
اندلعت ليلة أمس وفجر اليوم السبت اشتباكات مسلحة وسط العاصمة الليبية طرابلس استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
ونشرت مواقع تواصل اجتماعي مقاطع فيديو تظهر تبادل النيران في منطقتي “باب بن غشير” و”شارع الزاوية” وسط المدينة، وكذلك احتراق سيارات في أحد الأحياء، فيما لم يصدر أي بيان رسمي إلى الآن حول الاشتباكات.
تقارير إعلامية أشارت إلى مقتل شخصين على الأقل في الاشتباكات، مشيرة إلى أنه تم إعلان حالة الطوارئ بمحيط رئاسة مجلس الوزراء على طريق السكة في العاصمة الليبية طرابلس، حيث حشدت قوات جهاز دعم الاستقرار وكتيبة 55 مشاة قواتهما غرب العاصمة بالتزامن مع سماع دوي إطلاق نار كثيف ومتقطع في عدد من الأحياء.
يشار أن طرابلس تشهد منذ أيام تحشيدات عسكرية لقوات موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأخرى لرئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع بين حكومتين، الأولى حكومة باشاغا التي كلفها البرلمان، والثانية حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد منتخب.
بدورها، دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا إلى خفض التصعيد في ليبيا، كما سجلت واشنطن قلقها إثر تجدد الاشتباكات في العاصمة طرابلس، مع استمرار التجاذبات بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا.
وكانت البعثة الأممية قد أعربت أنها تتابع “بقلق بالغ حشد القوات المتواصل والتهديد باللجوء إلى القوة لتسوية مزاعم الشرعية”، مجددة التأكيد على أن أي استخدام للقوة غير مقبول.
ومساء أول أمس الخميس، شهدت المناطق الجنوبية للعاصمة الليبية انتشار وتوزيع قوات عسكرية تتبع لحكومة الدبيبة تحسبا لأي هجوم محتمل من قبل كتائب مسلحة تتبع لحكومة باشاغا.
وقال مصدر عسكري تابع لحكومة الدبيبة لوكالة الأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه، إن “هذا الانتشار جاء بناء على الاجتماع الذي تم خلال اليومين الماضيين وجمع رئيس الأركان محمد الحداد وعدد من الكتائب المسلحة بالمنطقة الغربية”.
وأضاف المصدر ذاته أن “الكتائب والتشكيلات المسلحة التي بدأت فعليا في الانتشار في أغلب الأحياء الجنوبية للعاصمة هدفها هو حماية المدنيين”.
من جهته قال اللواء أسامة الجويلي، آمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية، المحسوب على باشاغا، إنه يرفض التفاوض مع التشكيلات المسلحة المقربة من الدبيبة، ورأى أن أغلبها “يسعى لذلك بمنطق المال والمكاسب”، وطالب في المقابل بضرورة انسحاب كافة التشكيلات المسلحة من مقرات الحكومة وتسليمها دون شروط.
كما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر من حكومة باشاغا أن قواتها لن تبادر باستخدام القوة، وقال إنها قد تكون فقط لـ”رد العدوان”، مشيراً إلى أن هدف هذه القوة هو التوجه نحو المقار الحكومية لتأمينها، وتمكين الحكومة من ممارسة مهامها.