“إغاثة غزة” تبدأ توزيع المساعدات وسط أزمة إنسانية وانتقادات للخطة الإسرائيلية

مرصد مينا

أعلنت مؤسسة إغاثة غزة، وهي منظمة إنسانية خاصة مدعومة من الولايات المتحدة، أنها بدأت رسمياً عمليات توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة، في وقت يشهد فيه القطاع أوضاعاً إنسانية متدهورة بسبب الحصار والهجمات الإسرائيلية المستمرة.

وأوضحت المؤسسة في بيان صحفي أنها شرعت بتوزيع الشحنات التي وصلت مؤخراً، مشيرة إلى أن هناك المزيد من شاحنات الإغاثة من المقرر أن تصل إلى القطاع يوم الثلاثاء.

وفي السياق ذاته، أعلنت المؤسسة عن تعيين جون أكري مديراً تنفيذياً مؤقتاً، وذلك عقب الاستقالة المفاجئة لرئيسها السابق، الذي غادر منصبه احتجاجاً على ما وصفه بـ”غياب الاستقلالية” في اتخاذ القرارات داخل المؤسسة.

ولم تُفصح المؤسسة عن مزيد من التفاصيل بشأن خلفيات الاستقالة، إلا أن هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول مدى فعالية واستقلالية الجهود الإغاثية في غزة.

من جانبه، صرح منذر الحايك، المتحدث باسم حركة “فتح” في قطاع غزة، أن السلطات الإسرائيلية تحاول فرض مسارات توزيع محددة للمساعدات الإنسانية، من خلال دفع سكان شمال القطاع لتلقي المساعدات عبر أربع نقاط تقع في جنوب غزة.

واعتبر الحايك، في مقابلة مع إذاعة “صوت فلسطين”، أن هذه الخطوة تمثل جزءاً من مخطط إسرائيلي يهدف إلى تهجير سكان الشمال ومنع عودتهم إلى مناطقهم الأصلية.

وحذر الحايك من خطورة هذه السياسات، مؤكداً أن الوضع الإنساني في غزة كارثي في ظل استمرار القصف ونقص الغذاء. وأشار إلى أن “المواطنين في مدينة غزة يتجولون في الشوارع بحثًا عن لقمة عيش، بينما تتفاقم سياسة التجويع والقتل”، على حد وصفه.

وكانت مؤسسة “إغاثة غزة”، التي أُوكلت إليها مهمة توزيع المساعدات، قد واجهت بداية متعثرة في عملها يوم الإثنين، حيث لم تظهر مؤشرات واضحة على تنفيذ عملية التوزيع بشكل فعال، ما زاد من حدة الانتقادات المحلية والدولية، خاصة في ظل غياب الشفافية بشأن الآليات المستخدمة في إيصال المساعدات.

تأتي هذه التطورات الإنسانية في وقت تشن فيه إسرائيل هجمات عسكرية شرسة على مختلف مناطق القطاع، كان آخرها غارة جوية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين الأبرياء الذين لجؤوا إليها هرباً من القصف.

وتسببت هذه الهجمات في مزيد من الضغط على المنظمات الإغاثية التي تحاول العمل وسط ظروف أمنية شديدة الخطورة.

ورغم إعلان إسرائيل عن خطة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، إلا أن الأمم المتحدة رفضت الخطة، معتبرة أنها لا توفر الضمانات الكافية لتوزيع المساعدات بشكل آمن ومنصف، ولا تلبي الاحتياجات المتزايدة للسكان المحاصرين.

يُشار إلى أن قطاع غزة يعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء نتيجة الحصار المستمر منذ نحو ثلاثة أشهر.

ومع دخول الحرب شهرها العشرين، أكدت الولايات المتحدة أنها تواصل جهودها لإحياء المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، إلا أن الطريق لا يزال مسدودًا والتقدم بطيئاً، في ظل استمرار التصعيد العسكري وغياب التوافق السياسي بين الأطراف المعنية.

Exit mobile version