fbpx

إما لبنان وإما «حزب الله».. أحدهما يلغي الآخر

سبق وأسقطا مرشحهما وحليفهما الرئيس حسان دياب، لسبب قد لا يبدو ذا بال، فقد تجاوز الرجل حجمه في قبضة نبيه بري، حين طالب بانتخابات نيابية مبكرة، وهاهما اليوم يسقطون حكومة مصطفى أديب، قبل أن ترى النور، ولسبب أنها لن تكون حكومة في قبضة الثنائي إياه، وفي واقع الحال فالثنائي الشيعي في طريقه إلى الإجهاز على لبنان، كل لبنان بمن فيه شيعة لبنان، وقد جمعوا الحرمان التاريخي بوصفهم حزام بؤس لبنان، إلى تحويلهم لوقود احتراق لحزبين ليسا سوى مشروع فوق وطني، يتلظى بالمظلة الإيرانية ويستعدي العالم كل العالم على لبنان، وحين كانت المبادرة الفرنسية تمثل نوعُا من حبل نجاة للبنانيين الغارقين في الديون والفساد وسلاح الميليشيا، أعاد الثنائي إياه إغراق البلد عبر إغراق المبادرة الفرنسية، ليذهب أحد أنصار حركة أمل، ويحكي على واحدة من الشاشات اللبنانية بما معناه: “نحن القوة ومصير اللبنانيين في أيدينا”، بما يضع اللبنانيين أمام مجموعة من الـ (لا خيارات)، فلا استمرار الحال على ما هو عليه ممكن، ولا تجاوزه يمكن أن يكون سوى بتفكيك الصيغة كل الصيغة، وأول شرط لتفكيك الصيغة هو إخراج دولة الميليشيا من الدولة، وذلك بانتزاع سلاح «حزب الله»، ولن ينتزع سلاحه سوى بسيل من الدماء، وقد اختبر اللبنانيون لعبة الدماء، وعلى مدى خمسة عشر عامًا ليخرجوا منها على أمل أن لا يعودوا إليها، ولكن كيف سيكون حال عدم العودة الى الأزقة وحزب الله مع حليفة أمل، ينبشان في مقابر التاريخ لحفر مقبرة لكل اللبنانيين بمن فيهم حلفائهم وتحديدًا حليفهم الرئيس التيار الوطني الحر، وهو من عمل خلال الأيام الفائتة على إنجاح المبادرة الفرنسية بما أوتي من قوة، ليكون الرد عليه بإفشاله، وترك الرئيس ميشال عون للعجز مرتين، مرة أن يكون رئيسًا للبلاد كل البلاد، وثانية ليكون مرجعية مسيحية بعد أن دمروا وضعه المسيحي عبر تحالفه معهم، ليتحوّل من رجل الاستقلال إلى رجل في حقيبة حزب الله، وهاهو  لبنان اليوم يذهب نحو مجهول جديد سبق وللرئيس ميشال عون أن حذر منه ناعتًا إياه بـ “جهنم”، وهو جهنم فعلاً مادامت أصابع حزب الله على الزناد.

الفرنسيون المحبطون من نتائج مبادرتهم، عملوا على احتواء حزب الله، بل وتعويمه على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بلد موشك على الاحتراق، وهاهم اليوم يتصرفون كما لو أنهم لن يطفئوا شمعة الأمل في استعادة المبادرة حتى ما بعد اعتذار الرئيس المكلف عما كلف به، فالوضع الفرنسي هو اليوم في مرحلة بالغة الحرج، ذلك أن إخراجهم من لبنان يعني إخراجهم من المتوسط، فيما الضباع التركية تشتغل على إملاء الفراغ، والرئيس الفرنسي وقد جازف بخطوته نحو لبنان، كان ودون أدنى شك قد تجاوز القناعة الأمريكية بأنه ليس أمام لبنان سوى أن يكون بلا حزب الله أو أن لا يكون، والقوى السياسية اللبنانية من تيارات وأحزاب ومجتمع مدني، يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى أنهم رهائن عند سلاح حزب الله، وحزب الله مع حليفه حركة أمل، يشتغلان على المزيد من إغراق البلاد اعتقادًا منهما أنهما لن يكونا ما دام ثمة لبنان.

كارثة اسمها حزب الله وحركة أمل.. اسمها الثنائي الشيعي، بل واسمها أيضًا حرّاس الملالي على شاطئ المتوسط.

ـ كارثة بالأمس كانت تفجر الجنوب، وبعده كانت تفجر الشاطئ، وفي كل آن تتطلع إلى تفجير بيروت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى