إيران الفضيحة

المرشحون “يتناتفون”، ومناظرات تلفزيونية تفضح المستور، ليكون الكل مفضوحًا.. إصلاحي ومتشدد ودون تمييز، والنتيجة سيكون “حذاء أبو القاسم االطنبوري” حيث ترميه يعود للوقوع على رأس الإيرانيين، وقد تجاوزت إقامتهم في سجن “ثورة الملالي” أربعون سنة.

أربعون من التسلح والحروب والعداء مع المحيط والاشتباك مع الزمن، حتى غدت إيران خارج أي زمن.

يتتناتفون، والقصة ليست في الأوراق التي ستدخل صناديق الاقتراع، بل في “من سيعد الأصوات”، وعداد الاصوات لن يكون سوى “خامنئيًا”، وهاهو “خامنئي” يدفع بـ “زلمته” إبراهيم رئيسي ليكون خلفا لروحاني ، بينما تجري طهران مفاوضات في فيينا مع القوى الكبرى حول كيفية إحياء الاتفاق النووي، ليختار “خامنئي”  والنظام الإيراني رجل الدين المتشدد، ليكون المرشح الأبرز لتولي رئاسة البلاد، ما يثير التساؤلات حول تعامل الجمهورية مع الملفات الداخلية والخارجية، في المرحلة المقبلة.

“رئيسي” وفق المتداول عنه، رجل دين متشدد ورئيس السلطة القضائية الإيرانية الحالي، وأبرز صفاته فساده وفساد عائلته،  وهو متهم بالمشاركة في لجنة شاركت في الإعدام الجماعي لآلاف السجناء، عام 1988.

ورغم أن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وضغوط متزايدة للإصلاح، رفض النظام مئات المرشحين وأغلبهم من المستقلين والمعتدلين والتابعين للتيارات الإصلاحية، في قرارات “طالت حتى المقربين من النظام”، بحسب مدير المركز الأحوازي للدراسات الإعلامية والاستراتيجية  في لندن، حسن راضي، في حديث أجرته معه محطة “الحرة” ما “أدى إلى حدوث شرخ داخل التيار المحافظ المتشدد الذي انقسم على نفسه وأصبح هناك صراع داخله”.

لقد وافق مجلس صيانة الدستور، الشهر الماضي، على سبعة مرشحين فقط لخوض الانتخابات الرئاسية، مستبعدا عددا من المرشحين البارزين ومنهم، رئيس البرلمان الإيراني السابق علي لاريجاني، والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والرئيس الحالي للبرلمان الإيراني، محمد باقر قالبياف، وإسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، حسن روحاني.

استبعدهم، هكذا، وبوسعه أن يستبعد من يشاء، فإيران بلد محتل من “الحرس الجمهوري”، وحين تكون الانتخابات الرئاسية، لن تكون سوى تنفيس لاينتج حقيقة إيرانية جديدة، غير أنه يكشف عن عمق أزمة النظام الإيراني، وحجم الصراعات فيه، وهي صراعات تفضح فساد النظام، حيث ينفك شركاء الفساد واحدهم عن الآخر، وكانت التسريبات التي صدرت عن محمد جواد ظريف قد كشفت عن القليل من الكثير من مغطس الحكومة الايرانية وصراعاتها الداخلية، وهو التسريب الذي لابد ويودي بالرجل عاجلاً أم آجلاً.

انتخابات رئاسية تسوق الى :

ـ الفضيحة.

وحدها الفضيحة تحكم إيران.

وأية فضيحة تساوي أن يكون لبلد مرشد أعلى يحل محل الله في الأرض وينطق باسم السماء؟

Exit mobile version