حرض ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران “حسن شريعتمداري” المتظاهرين العراقيين لاقتحام السفارة الأمريكية في بغداد، في تكرارٍ لما فعله محتجون إيرانيون في العاصمة طهران عام 1979.
كما اتهم “شريعتمداري” في الوقت ذاته؛ ما وصفها بـ”الأيادي الخارجية” في تأجيج الاضطرابات الأخيرة في العراق، معتبراً أن المظاهرات مسيرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وأطرافٍ خارجية.
وفي مقال له في صحيفة كيهان الحكومية، وصف ممثل المرشد السفارة الأمريكية بأنها وكر التجسس الذي قام بتوجيه الاحتجاجات ضد تحالف الحكومتين العراقية والإيرانية، مضيفاً: “خرجوا بذريعة تردي الأوضاع المعيشية، ثم رددوا شعارات منحرفة ضد إيران والحشد الشعبي”.
صحيفة “واشنطن إكزامينر” الأميركية من جهتها وفي تقريرٍ سابق لها تناول الاحتجاجات في العراق، أشارت إلى أن النظام الإيراني يعتبر المسؤول الأول عن الحالة المزرية التي وصله إليها العراق، وفشل البلاد في تلبية مطالب الشعب وسط تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
واتهمت الصحيفة في تقريرها إيران بالتلاعب بشكل واضح بالأمن العراقي، مضيفةً: “لقد عمقت إيران يدها في العراق مع طبقة من السياسيين الفاسدين، والكثير من البيروقراطيين غير الفاعلين، هذه ببساطة هي الأسباب التي دفعت العراقيين إلى الخروج إلى الشوارع في احتجاجات عمت جميع أنحاء بلدهم”.
وتناول التقرير قضية عزل الفريق “عبد الوهاب الساعدي”، لافتةً إلى أن إيران وأذرعها في العراق تكن العداء له لأنه “وطني ولا يمكنها إخضاعه”، في إشارة إلى مسؤوليتها المباشرة عن قرار العزل وتعيين موالين لها على رأس الأجهزة الأمنية في العراق.
وفي أول ردة فعل منها على الاحتجاجات؛ أعلنت السلطات الإيرانية إغلاق المعابر الحدودية مع العراق، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة المظاهرات الشعبية، التي عمت المدن العراقية، خلال الأيام الماضية، رفضا للأوضاع المعيشية المتردية، وتنديداً بالتدخلات الإيرانية عبر ميليشياتها.
قائد حرس الحدود الإيرانية “قاسم رضائي” من جهته، أكد أن معبري “خسروي وجذابة” مع العراق تم إغلاقهما بالكامل منذ ليلة أمس، مرجعاً القرار إلى ما وصفه بالدواعي الأمنية، وفقاً لما نشرته وكالة “مهر” الإيرانية.
إلى جانب ذلك؛ وصفت الخارجية الإيرانية الاحتجاجات في العراق بأنها “اضطرابات”، مطالبةً العراقيين بضرورة تهدئة الأوضاع خوفا من استغلالها من قبل أجانب.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي