مرصد مينا
كشفت مجلة “نيوزويك” الأميركية، عن وثيقة مسربة من وكالة مخابرات وصفتها بالحليفة، تقول إن إيران حشدت آلاف المقاتلين من جنسيات متعددة في ميليشيا تابعة لها داخل سوريا، وتستعد لشن هجمات ضد إسرائيل والقوات الأميركية في سوريا.
وأظهرت وثيقة “نيوزويك” أن المجموعة الإيرانية هي “ميليشيا الإمام الحسين” المرتبطة بـ”فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني.
وجاء في الوثيقة، إن “ميليشيا الإمام الحسين” هي المجموعة الأكثر قوة في “فيلق القدس” في سوريا، ولديها قدرات قتالية وعسكرية كبيرة، وسبق أن نفذت هجمات ضد إسرائيل والقوات الأميركية، مشيرا إلى أن المسؤولين الأميركيين اطلعوا على الوثيقة، التي تذكر أن الميليشيا مزودة بأسلحة دقيقة التوجيه وطائرات من دون طيار للهجوم والتجسس، إلى جانب مجموعة واسعة من الأسلحة الخفيفة.
المسؤول لفت إلى أن الميليشيا نفذت بالفعل العديد من الهجمات المكثفة ضد القوات الأميركية في قاعدة التنف في تشرين أول/اكتوبر عام 2021، باستخدام الصواريخ وطائرات من دون طيار.
وأضاف المسؤول، أن الميليشيا نفذت هجمات ضد إسرائيل أيضاً، بما في ذلك هجوم بصاروخ أرض – أرض في كانون الثاني/يناير 2019، وهجوم صاروخي آخر في حزيران/يونيو عام 2019، بالإضافة إلى محاولة هجوم فاشلة باستخدام طائرة من دون طيار في آب/أغسطس 2019، قيل إن الجيش الإسرائيلي اعترضها.
ما كشفت عنه المجلة الأمريكية تزامن مع تحذير خبير عسكري أمريكي من اندلاع مواجهة روسية-أميركية في شرق سوريا، بموازاة الاتهامات بين روسيا والولايات المتحدة، في الأسابيع القليلة الماضية، بشأن انتهاك بروتوكول “سلامة الطيران” في الأجواء السورية، الأمر الذي وصفته تقارير غربية بأنه “اختبار قوى” من الطرفين.
ونقلت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية عن مدير تحرير مجلة “الحرب الطويلة” (Long War Journal) بيل روجيو قوله إن “الروس يحاولون مضايقة جهود الولايات المتحدة وجهود المراقبة العسكرية داخل سوريا، والضغط على واشنطن من أجل مغادرة سوريا، بهدف اكتساب الروس مكانة أكبر هناك”.
وأضاف أنه “لا يوجد الكثير مما يمكن للولايات المتحدة فعله لردع الإجراءات الروسية”، محذراً من أن “أي احتكاك مباشرة مع القوات الروسية قد يؤدي إلى تصعيد مدمر”.
فوكس نيوز وفي تقرير لها ذكرت أن الولايات المتحدة لم تتمكن من “ردع السلوك غير المهني” لروسيا في سوريا، مضيفةً أن المقاتلات الروسية تواصل التحليق بالقرب من الطائرات الأميركية ومضايقة المقاتلين الأميركان هناك، ما يعرض حياتهم للخطر. وبحسب التقرير، فإن القوات الروسية اختبرت نظيرتها الأميركية مرات عدة في سوريا “بدون خوف من العواقب”.
في سياق متصل قال نائب رئيس المركز الروسي في سوريا أوليغ غورينوف أمس السبت، إن مقاتلات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حلقت عبر الأجواء السورية في منطقة التنف، ثماني مرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأضاف غورينوف في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية: “أن ثلاثة أزواج من مقاتلات التحالف من طراز إف -16 وزوجين آخرين من مقاتلات رافال انتهكت الأجواء السورية في منطقة التنف ثماني مرات في اليوم الماضي”.
وفقا لغورينوف، فإن الطائرات بلا طيار (UAVs) التابعة لتحالف مكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة خرقت بروتوكولات عدم التضارب 14 مرة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقال غورينوف: “من خلال مثل هذه الإجراءات، يواصل التحالف خلق شروط مسبقة خطيرة للحوادث الجوية، ويؤدي أيضا إلى تفاقم الوضع في المجال الجوي السوري”.
وزارة الدفاع الروسية كانت ذكرت يوم الجمعة أن طائرة عسكرية روسية تعرضت لأنظمة توجيه طائرات مقاتلة من طراز “F-16” تابعة لـ”التحالف الدولي”، الذي تقوده الولايات المتحدة، في الأجواء السورية.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن أوليغ غورينوف، قوله إن طائرة عسكرية روسية تعرضت لأنظمة التوجيه لطائرات مقاتلة من طراز “F-16” خلال دورية روتينية فوق الحدود الجنوبية لسوريا، مشيراً إلى أن أنظمة الملاحة المقترنة بالمقاتلات الأميركية أثرت على الطائرة الروسية.
ولم يقدم المسؤول الروسي مزيدا من التفاصيل عن طبيعة الحادثة أو الآثار الكاملة، لكنه وجه اتهامات جديدة بشأن انتهاك طائرات “التحالف الدولي” للمجال الجوي السوري عدة مرات خلال اليوم الماضي، مشيراً إلى أنه تم تسجيل 10 خروق للأجواء السورية من قبل مقاتلات من طراز “F-16” وأخرى من طراز “رافال” تابعة لقوات التحالف في منطقة التنف.