إيران تخضع لـ "الدبلوماسية الإجبارية" وتنهزم

بعد أربع سنوات من السجن في إيران، أطلقت السلطات الإيرانية سراح “كنز أميركا الخفي” رجل الأعمال اللبناني نزار زكا، وجاء الإفراج عن زكا إثر طلب رسمي من وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، وجهها عبر السفير الإيراني في لبنان إلى نظيره محمد جواد ظريف؛ حيث طلب باسيل من ظريف إطلاق سراح نزار بمناشبة قدوم شهر رمضان الفائت.

خلال شهر واحد تمت الاستجابة لطلب باسيل من قبل الحكومة الإيرانية، وأفرجت عن نزار زكا. وكان نزار قد اختفى في إيران بشكل مفاجئ في أيلول 2015، بعد وصوله لإيران وحضوره مؤتمر اقتصادي دعته إليه مستشارة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، شهيندخت مولاوردي، أنكرت الحكومة الإيرانية بدايةً أي صلة لها بالموضوع، ثم قالت وسائل إعلام إيرانية أن زكا محتجز لدى السلطات الإيرانية، بتهمة التجسس لصالح أميركا.

ونزار زكا خبير لبناني في تكنولوجيا المعلومات ومن الداعمين لحرية الإنترنت، حاصل على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويشغل منصب الأمين العام للمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات- اجمع- في العاصمة الأمريكية واشنطن؛ وهو تكتل شركات من 13 بلداً يروج لتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط، عدا عن أنّه نائب رئيس “المنظمة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والخدمات” ويتسا-، وتخرج زكا أكاديمية ;سايد ريفير; العسكرية الأميركية عام 1985.

أفرج عن زكا بوجود اللواء عباس ابراهيم، مدير عام الأمن العام اللبناني، الذي حضر إلى طهران لاستلام زكا ونقله معه إلى بيروت. وكانت إيران وأميركا على حد سواء قد استفادتا من حادثة مشابهة حصلت في 2009، إثر احتجاز إيران لأميركيين، ووفق مفاوضات أطلقت إيران سراح الأمريكيين المحتجزين لديها مقابل مليون ونصف دولار أميركي. ربما عمدت إيران إلى إطلاق سراح الحراكي في 11 حزيران الماضي كبادرة حسن نيّة اتجاه التوتر الحاصل مع أميركا خاصة أن أميركا اعتبرت نزار رهينة أميركيا محتجزة في إيران، كما ورد اسمه في قائمة الرهائن الأمريكين المحتجزين في إيران الصادرة عن الكونغرس الأميركي.

ونشرت وكالة رويتز عبر موقعها الرسمي معلومات قالت أنها حصرية جاء فيها :”ذكرت ثلاثة مصادر غربية مطلعة أن إطلاق إيران سراح نزار زكا، رجل الأعمال اللبناني الحاصل على إقامة أمريكية دائمة، الشهر الماضي بعد أربع سنوات قضاها في السجن استهدف التمهيد لمحادثات أمريكية إيراني” وتابعت الوكالة: “بيد أن تلك البادرة لم تكن كافية لواشنطن التي لم تتجاوب معها” ووصف مصدر لم تفصح عنه رويترزعدم التجاوب الأمريكي مع العرض الإيراني بـ ” قد كانت فرصة ضائعة” ونقلت رويترز عن مصدرها المطلع على العقلية الإيرانية: “إن إيران أطلقت سراح زكا كإشارة على رغبتها في تهدئة التوتر الذي يغذي المخاوف من نشوب حرب” لكن وزارة الخارجية الأمريكية رفضت التعليق على عدم التجاوب الأمريكي مع العرض الإيراني، كما رفض المسؤولون الإيرانيون في وصف عملية الإفراج برسالة لمنع حدوث الحرب.

فيما نقلت رويترز عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله: “إذا كانت إيران تريد خفض التوتر والحوار مع حكومة الولايات المتحدة فعليها القيام بلفتة إنسانية مثل إطلاق سراح أحد مواطنينا الأمريكيين الأبرياء الذين تحتجزهم رهائن” كان ظريف قد اقترح خلال زيارة لنيويورك في أبريل نيسان تبادلا للسجناء بين البلدين، وأشار أيضا إلى إمكانية تعاون طهران مع واشنطن فيما يتعلق بأفغانستان والعراق، حيث لا يرغب البلدان في عودة الحرب الأهلية أو توسع تنظيم الدولة الإسلامية وقتما تسحب واشنطن قواتها.

وقال نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق بيل بيرنز لرويترز الشهر الماضي إن الإجراءات التي اتخذها ترامب منذ الانسحاب من الاتفاق النووي أقنعت الإيرانيين وحلفاء واشنطن بأن فرص إجراء مفاوضات جدية تزداد ضعفا. وأضاف بيرنز ;هذه دبلوماسية إجبارية بدون الدبلوماسية، أو بمعنى آخر فرض أقصى الضغوط غير المرتبطة بأهداف واضحة أو واقعية

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

Exit mobile version