مرصد مينا – هيئة التحرير
أفادت مصادر إعلامية بأن ميليشيات حزب الله اللبناني بدأت بعمليات توسعة لقاعدة عسكرية قديمة في منطقة تقع قرب بلدة خربة الورد بالقرب من منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق، التي يسيطر عليها الحزب منذ العام 2015، لإخفاء طائرات إيرانية مسيرة.
وكانت قوات النظام السوري تتخذ القاعدة مركزا للتدريب على استخدام طيران الاستطلاع ومركزًا لتدريب عناصر المخابرات الجوية على الرمي، فيما عمد الحزب إلى إخفاء طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في أقبية كان حفرها سابقًا خوفًا من استهدافها من قِبل إسرائيل، بحسب موقع “الحدث”، كما عمد إلى طرد الفلاحين الذين كانوا يترددون إلى أراضيهم الواقعة قرب القاعدة، خوفًا من تصوير عمليات الحفر التي تجري على قدم وساق.
هذه التطورات الميدانية تأتي بعد أيام من تقديم أعضاء بالكونغرس الأميركي تشريعا مدعوما من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، لمنع إيران والجماعات “الإرهابية” والمليشيات المتحالفة معها من الحصول على طائرات بدون طيار قاتلة، وفق ما أعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز.
وقدم مينيديز التشريع رفقة العضو الجمهوري البارز في اللجنة جيم ريش، موضحا في بيان أن “تقديم مجلس الشيوخ اليوم لهذا التشريع بعد الموافقة الأخيرة عليه من قبل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب”.
وأوضح في البيان “بينما تكثف الولايات المتحدة جهودها لوقف برنامج الطائرات بدون طيار في طهران، يسعى قانون إيقاف الطائرات بدون طيار الإيرانية لعام 2021 إلى تعديل قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات، ليشمل أي إجراء من شأنه تعزيز برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني وذلك على النحو المحدد في سجل الأمم المتحدة للأسلحة التقليدية ، باعتباره خاضعًا للعقوبات بموجب قانون الولايات المتحدة”، لافتا إلى أن “اعتماد إيران المتزايد على الطائرات بدون طيار لمهاجمة الأفراد والأصول الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكذلك سفن الشحن والمرافق التجارية والشركاء الإقليميين يمثل تهديدًا خطيرًا ومتزايدًا للاستقرار الإقليمي.
رئيس لجنة العلاقات الخارجية أشار إلى أن “تصدير إيران المتهور لهذا النوع من التكنولوجيا إلى الوكلاء “الإرهابيين” في جميع أنحاء المنطقة يمثل تهديدًا كبيرًا للأرواح ، داعيا إلى القيام بالمزيد لمحاسبة إيران على سلوكها المزعزع للاستقرار، مضيفا “نحن نواصل مواجهة تهديد برنامجها النووي”.
يذكر أنه في أواخر أكتوبر الماضي، أعلنت واشنطن فرض عقوبات على برنامج إيران للطائرات المسيّرة، مشيرة إلى أن الحرس الثوري زوّد مجموعات مقرّبة منه في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، بطائرات من هذا النوع.
وبالعودة إلى قاعدة حزب الله في منطقة السيد زينب فقد أشارت المصادر كذلك إلى وصول شحنات من الأسلحة والذخائر وقطع لتصنيع الطائرات المسيّرة إلى مطار الديماس العسكري في ريف دمشق الغربي، بعد نقلها من مطار التيفور في ريف حمص، إذ بات مطار الديماس العسكري خاضعًا لسيطرة إيران وميليشياتها بشكل شبه كامل خلال الفترة الأخيرة، لافتة إلى أن خبراء من الحرس الثوري الإيراني وبعض الخبراء التابعين لحزب الله ممن تدربوا في إيران، يتواجدون في المطار المذكور.
الحضور الإسرائيلي..
إسرائيل التي تعلن باستمرار أنها ستستمبر بمحاربة الوجود الإيراني في سوريا استهدفت عشرات المرات أهداف تابعة لميلشيات حزب الله اللبناني في سوريا والمثلث الحدودي مع الأردن، خلال الثلاث سنوات الماضية، وبحسب موقع “واللا” الاسرائيلي فإن الأهداف شملت مخازن أسلحة.
الموقع الإسرائيلي ذكر أن حزب الله كان يستعد لشن هجمات على إسرائيل انطلاقا من هضبة الجولان بأسلحة تصله من إيران بحرا وبعضها يصل برا وجوا وتمرر عبر قوافل إلى هضبة الجولان السورية، ونقل عن مصادر قولها إن حزب الله لم يرد على الهجمات في سوريا، ما زاد من صعوبة العمليات اللوجيستية وأنشطته لإقامة مواطئ قدم ونقل أسلحة وذخائر وتثبيت بنية تحتية من أجل التمركز في جنوب هضبة الجولان والمثلث الحدودي مع الأردن، إلا أنه أشار إلى تمكن ناشطون في حزب الله من نصب مخازن أسلحة هاجمها ودمرها سلاح الجو الإسرائيلي، بحسب تقارير خارجية.
وتزامناً، نقل موقع “إيران انترناشونال” عن مصدر إسرائيلي القول، إن إيران تعتزم جعل ضربات الطائرات المسيرة مركز أنشطتها في المنطقة في المستقبل القريب.
يشار أن الاستهداف الإسرائيلي للتواجد الإيراني لم يعد مقتصرا على مناطق وسط وجنوب سوريا، أإذ استهدف الطيران الاسرائيلي ساحة الحاويات بمرفأ اللاذقية في غرب سوريا، في ضربات نادرة من نوعها على المرفق الحيوي في البلاد، ما أدى إلى “اشتعال عدد من الحاويات التجارية”.
أوساط سياسية واجتماعية سورية انتقدت اتخاذ روسيا موقف المتفرج من استهداف المرفأ لاسيما وأن القاعدة الروسية في طرطوس “حميميم” لا تبعد كثير عن المرفأ المستهدف، فيما بررت روسيا ذلك بأن القصف الاسرائيلي تزامن مع إقلاع طائرات روسية من القاعدة.
إلا أن هذا التبرير لم يكن مقنعا للمتابعين لاسيما وأن صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية سبق وذكرت أن إسرائيل باتت تعوّل على نفوذ روسيا في العمل على إخراج إيران ووكلائها على رأسهم “حزب الله” اللبناني من سوريا، كما أشارت في تقرير لها أن روسيا سمحت للطائرات الإسرائيلية بالحفاظ على حرية العمل في سماء سوريا، طالما أنها لا تعرض قواتها للخطر.
ويعود التنسيق الروسي الإسرائيلي إلى مجموعة من اللقاءات التي جمعت الطرفين خلال الفترة الماضية، حيث كان اللقاء الأول في مدينة سوتشي الروسية الشهر الماضي، والذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتصدرت المسألة السورية وتداعياتها أحد الملفات التي نوقشت آنذاك، وفق التقرير.
ووصف اللقاء حينذاك، وزير البناء والإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين، بأنه “كان دافئاً بشكل استثنائي”، وأضاف أن “الزعيمين اتفقا على استمرار سياسة إسرائيل تجاه سوريا، بما في ذلك الضربات الجوية”، في موازاة ذلك، رجحت الصحيفة إمكانية أن يكون بوتين وبينيت، اتفقا خلال اللقاء على العمل لإخراج الميليشيات التابعة لإيران من سوريا.
الصحيفة أضافت أن “إسرائيل تعمل على المهمة الصعبة المتمثلة في تبديد أحلام طهران بالهيمنة الإقليمية وإقامة قاعدة أمامية ضد إسرائيل، من خلال تنفيذ مئات الضربات الجوية في سوريا”.