على الرغم من تصريحات السلطات الإيرانية عقب قصفها لمواقع أمريكية في بغداد فجر البارحة الأربعاء، بأنها انتقمت لمقتل سليماني وحققت الأهداف المرجوة ولن تصعد أكثر، ما زالت الأذرع الإيرانية غير الرسمية مثل الحرس الثوري الإيراني يدعو المليشيات العراقية التي يدعمها إلى التصعيد، وسط تخوف من اندلاع مواجهة أمريكية إيرانية على الأراضي العراقية.
ودعا الرئيس العراقي ورئيس الوزراء المستقيل إلى عدم جعل العراق ميداناً لتصفية الحسابات السياسية بين الدول الكبرى، كما دعا مسؤولون عراقيون الفصائل المسلحة إلى تفضيل المصلحة الوطنية العراقية على المصالح الخارجية.
قالت وكالة أنباء الحرس الثوري الإيراني مساء اليوم الأربعاء، إنه يحتمل أن تبدأ “قوات المقاومة العراقية” –الموالية لها- هجمات واسعة ضد أهداف أمريكية في العراق خلال الساعات المقبلة.
وهذا ما حذر منه ودعا إلى الابتعاد عنه، زعيم التيار الصدري العراقي “مقتدى الصدر”، حيث اعتبر في بيان رسمي صدر عنه مساء الأربعاء أيضاً، أن الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران انطوت بعد التصريحات الأخيرة للطرفين، داعياً الفصائل العراقية إلى الصبر وعدم إطلاق أي عمل ضد الأمريكيين.
وقال الصدرفي بيانه: “هذه الأزمة الكأداء قد انطوت وخصوصا بعد خطاب -الرئيس الأمريكي دونال ترامب- وخطاب الجمهورية الإسلامية”.
واعتبر أن “الإسراع بتشكيل حكومة صالحة قوية تعيد للعراق هيبته واستقلاليته في فترة لا تزيد عن الخمسة عشر يوما وبلا مهاترات سياسية أو برلمانية أو طائفية أو عرقية ومن خلال تقديم خمسة مرشحين ذوي نزاهة وخبرة ليتم اختيار مرشح نهائي ليشكل حكومة مؤقتة تشرف على الانتخابات المبكرة وغيرها من الأمور التي ذكرناها سابقاً”.
وأضاف زعيم التيار الصدري: “كفى استهتارا من بعض الكتل السياسية وكفى عنادا من المتظاهرين وإلا ضاع العراق.. وذلك لعدم تكرار هذه الانتهاكات مستقبلا من أي دولة من دول الجوار أو من كبيرة الشر أمريكا”.
كما دعا بقوة بيان مقتدى الصدر إلى “السعي الحثيث لإنهاء تواجد المحتل وكبح جماح سيطرته ونفوذه المتزايد وتدخله بالشأن العراقي… إن صبرنا كاد أن ينفد لكثرة التدخلات الخارجية التي لا تراعي مصالح العراق . . . أدعو الفصائل العراقية إلى التأني والصبر وعدم البدء بالعمل العسكري وإسكات صوت التشدد من بعض غير المنضبطين إلى حين استنفاد جميع الطرق السياسية والبرلمانية والدولية”.
ودعا زعيم التيار الصدري إلى إغلاق مكاتب مليشيا الحشد الشعبي “غلق كافة مقرات الحشد الشعبي لكي لا يكون هدفا للاستكبار العالمي”، وخصوصا إذا تم اتخاذ قرار “المقاومة العسكرية مع المحتل في حال رفضه الخروج واستنفاد كل الطرق السياسية”.