أعلنت السلطات الإيرانية، صباح اليوم الخميس، إغلاق المعابر الحدودية مع العراق، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة المظاهرات الشعبية، التي عمت المدن العراقية، خلال الأيام الماضية، رفضا للأوضاع المعيشية المتردية، وتنديداً بالتدخلات الإيرانية عبر ميليشياتها.
قائد حرس الحدود الإيرانية “قاسم رضائي” من جهته، أكد أن معبري “خسروي وجذابة” مع العراق تم إغلاقهما بالكامل منذ ليلة أمس، مرجعاً القرار إلى ما وصفه بالدواعي الأمنية، وفقاً لما نشرته وكالة “مهر” الإيرانية.
في غضون ذلك، كشفت تقارير صحافية، عن إنشاء إيران غرفة عمليات سرية في المنطقة الخضراء من بغداد، هدفها السيطرة على المتظاهرين وعزلهم عن الشعب العراقي، خاصة مع ترديد المتظاهرون وسط العاصمة بغداد؛ هتافات مناهضة للنفوذ الإيراني في العراق، ومطالبتهم بإسقاط النظام.
إلى جانب ذلك، خرجت مظاهرات مماثلة في مدينة كركوك شمال البلاد، بالإضافة إلى احتجاجات أخرى عمت مدينة كربلاء ذات الأماكن الدينية، والتي هتف فيها المشاركين “طهران برا برا كربلاء تبقى حرة”.
أما على صعيد التطورات المحلية والرسمية، أعلن رئيس الوزراء العراقي عن فرض حظر التجوال في بغداد، ابتداء من فجر الخميس حتى إشعار آخر، في حين قامت القوات الأمنية العراقية بقطع الطرق الرئيسية بين الأحياء في بغداد لمنع الاحتجاجات.
يأتي ذلك، في حين أكدت مصادر من الشرطة العراقية ومصادر طبية، مقتل 11 شخصا بينهم شرطي في احتجاجات خلال الليل، في مدينتين بجنوب العراق.
من جهته، أعلن التلفزيون العراقي أن عددا من المتظاهرين، اقتحموا مبنى محافظ ميسان، في حين أشعل آخرون النار في مبنى محافظة ذي قار بشكل كامل، وتصاعدت أعمدت الدخان الكثيفة في سماء المنطقة الشرقية من العاصمة العراقية بغداد.
كما شهدت محافظة بابل اقتحاما للمتظاهرين لمبنى مجلس المحافظة، في وقت حلقت فيه مروحيات عسكرية في سماء العاصمة العراقية، سعيا من السلطات الحاكمة للسيطرة على المتظاهرين، وأمرت بإغلاق الجسور الرئيسية لمنع توسع الاحتجاجات.
الأمم المتحدة، كانت قد عبرت عن قلقها البالغ، جراء العنف، الذي رافق بعض المظاهرات في بغداد، ومحافظات أُخرى، مطالبة القوات الأمنية في العراق بحسن التعامل مع المتظاهرين وحماية المواطنيين.
جاء ذلك في بيان للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق “جينين هينيس بلاسخارت”، قالت فيه: “نعرب عن قلقنا البالغ، إزاء العنف الذي رافق بعض المظاهرات في بغداد ومحافظات أُخرى”، داعية إلى التهدئة”.
كما أعربت المسؤولة الأممية في بيانها، عن بالغ الأسف لوقوع ضحايا بين المتظاهرين والقوات الأمنية، مشددة على تأكيد الحق في الاحتجاج.
مرصد لشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي