إيران تفتح الباب للتفاوض مع ترامب: فرصة جديدة أم مخاطرة؟

مرصد مينا

على الرغم من تأكيد إيران في الأيام الأخيرة أن انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يؤدي إلى تغيير جذري في العلاقات بين البلدين، إلا أن هناك أصواتاً داخل الحكومة الإيرانية تدعو إلى التعامل مع الرئيس الأمريكي الجديد بمرونة.

وأبرز هذه الدعوات جاءت من نائب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي طالب ترامب بتجنب السياسات الخاطئة التي اتبعها سابقا.

الدعوات للتواصل مع ترامب

في ظل هذه الأجواء، دعا عدد من المسؤولين الإيرانيين والنقاد في الصحف المحلية الحكومة الإيرانية إلى اتباع نهج جديد تجاه ترامب.

صحيفة “شرق” الإصلاحية، شددت في افتتاحيتها على ضرورة أن يتجنب بزشكيان “أخطاء الماضي” ويعتمد “سياسة عملية ومتعددة الأبعاد” في التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة.

كما أكد بعض المسؤولين الإيرانيين أن ترامب قد يمثل فرصة تاريخية لعقد اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، وذلك في ظل هيمنته على الحزب الجمهوري، وهو ما قد يساهم في تعزيز قوة أي اتفاق محتمل.

فرص محتملة من سياسة ترامب

من بين السياسات التي يراها البعض في إيران فرصة للتعاون مع ترامب هي اهتمامه بإنهاء الحروب في غزة ولبنان وأوكرانيا، وهي ملفات قد تتقاطع مع مصالح إيران.

إذ يُتوقع أن يؤدي إنهاء الحربين في غزة ولبنان إلى تقليل التوترات بين إيران وإسرائيل، بينما يمكن أن يخفف إنهاء الحرب في أوكرانيا من الضغط على إيران في ما يتعلق بتوريد الأسلحة لروسيا.

فرصة للتغيير في العلاقات مع واشنطن

السياسي الإيراني حامد أبو طالبي، المستشار السابق للحكومة، نشر رسالة مفتوحة حث فيها القيادة الإيرانية على “عدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية” لإعادة تقييم العلاقات مع الولايات المتحدة.

ودعا بزشكيان إلى تهنئة ترامب على فوزه في الانتخابات واتباع سياسة جديدة تأخذ بعين الاعتبار التحولات الدولية.

تحويل التهديد إلى فرصة

من جانبه، نصح محمد علي أبطحي، نائب الرئيس الإيراني السابق، بزشكيان بأن “يحول تهديد ترامب إلى فرصة” من خلال بداية دبلوماسية نشطة.

ورغم ذلك، يشير البعض إلى أن أي قرار بالتفاوض مع ترامب سيعتمد في النهاية على موافقة المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يحدد السياسات الخارجية الإيرانية.

التهديدات الداخلية وصعوبات التفاوض

لا يخلو المشهد من معارضة داخلية، حيث يرفض العديد من المحافظين في إيران، بما في ذلك بعض العناصر في الحرس الثوري، أي محادثات مع ترامب.

هذه المعارضة قد تشكل عائقاً أمام أي محاولة للتفاوض.

كما أن الاتهامات التي وجهتها وزارة العدل الأميركية للحرس الثوري الإيراني بمحاولة التأثير على الانتخابات الأميركية، وكذلك الاتهامات بمحاولة اغتيال ترامب، تزيد من تعقيد الموقف.

تصعيد العلاقات بعد الانسحاب من الاتفاق النووي

يُذكر أن ترامب كان قد انسحب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية شديدة على طهران.

كما أمر باغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني مطلع عام 2020، مما زاد من حدة التوترات بين البلدين.

ومع تعيين شخصيات مثل ماركو روبيو المعروف بتشدده تجاه إيران في الإدارة الأميركية، تثار التساؤلات حول كيفية تعامل ترامب مع طهران في المستقبل.

الانتظار لما بعد تنصيب ترامب

رغم الدعوات التي تتصاعدت في إيران للتفاوض مع ترامب، يبقى المشهد غامضاً مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركي في 20 يناير المقبل.

وسيكون على إيران أن تحدد كيف ستواجه التحديات المقبلة في سياستها الخارجية، وما إذا كانت ستتجه نحو سياسة تفاوضية أم ستتمسك بمواقفها التقليدية.

Exit mobile version