إيران تنقل الملف العراقي من الحرس الثوري إلى وزارة الاستخبارات (اطلاعات)

مرصد مينا – العراق

اتخذت السلطات الإيرانية قرارا بإبعاد الحرس الثوري عن إدارة الملف العراقي وإحالته إلى وزارة الاستخبارات والأمن الوطني (اطلاعات)، وذلك إثر الاداء الضعيف لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران في الانتخابات البرلمانية الاخيرة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وعلى ما يبدو، بحسب وسائل إعلام عراقية،  فإن اغتيال قاسم سليماني الى جانب الرجل الثاني في الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في بداية العام 2020، أربك الذراع الإيراني في العراق. ومن الواضح ان الذهول الذي اصاب قادة فصائل الحشد، هو نفسه أصاب قادة الأمن والسياسة الايرانيين الذين كانوا يتوقعون اداءً مقبولا للقوى العراقية المتحالفة معها، يريح طهران اولا في ادارة الملف العراقي، وثانيا في تأكيد النفوذ الايراني الاقليمي في وقت تخوض طهران مفاوضاتها الصعبة مع القوى الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة، حول برنامجها النووي.

مصدر سياسي واخر دبلوماسي بحسب “شفق نيوز” العراقية أفاد بأن الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي نقل وفي إجراء يعد الأول من نوعه الملف السياسي في العراق من الحرس الثوري الى “الاطلاعات”، الذي يعتبرلا بمباثة جوهرة الاجهزة الامنية الايرانية، مشيرا إلى أن ذلك يمثل انقلابا ايرانيا لا يستهان به، يستهدف على ما يبدو اعادة الامساك بالملف العراقي بشكل مختلف، وتغيير آليات العمل وإدارته بطريقة مغايرة.

المصدر نفسه لفت إلى أن مسؤول الاطلاعات السابق محمود علوي يتواجد في مدينة النجف، وانه باق فيها لحين تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، علما بأن عقد ملف التشكيل الحكومي صار بين يدي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشكل أو بآخر، بعد حصوله على 73 مقعدا في الانتخابات، الذي وصد الباب أمام وساطة قام بها وفد إيراني خلال الأيام الماضية للتقارب من الإطار التنسيقي وبالتحديد مع نوري المالكي لقيادة تشكيل الحكومة الجديدة.

وبرزت الى السطح حدة الخلافات بين الصدر وبين فصائل الحشد الشعبي قبل يومين خلال الجلسة الاولى للبرلمان العراقي، حيث تصادم انصار الصدر مع أنصار الإطار التنسيقي الذين يسعون الى التأكيد على أنهم يشكلون الكتلة الاكبر في البرلمان، ويراهنون على فرض انفسهم كقوة أساسية في التشكيلة الحكومية الجديدة، وسط اعتراض من الصدر نفسه.

كما برزت تسريبات عدة، تشير الى ان قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري بقيادة إسماعيل قاآني لم يكن قادرا تماما على لملمة صفوف “الحلفاء” العراقيين، من بينها الموقف من تواجد القوات الامريكية، او فيما يتعلق بالعلاقة مع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، او فيما يتعلق ايضا بكيفية خوض الانتخابات، ولاحقا في مسار مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة.

ويعزز هذه الأنباء، الاخبار الواردة والتي تفيد بزيارة وفد إيراني دبلوماسي ضم شخصيات من الحرس الثوري، إلى العاصمة بغداد، لغرض تقريب وجهات النظر بين الإطار التنسيقي والصدر، وتوحيدهما في كتلة تشكل الأكثر عدداً داخل البرلمان العراقي، وبان “الوفد الإيراني غادر بغداد، وهو غاضب مستاء بعد فشله في تقريب وجهات النظر بين الطرفين”.

المصدر أفاد بأن “الصدر ظل مصراً على إبعاد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي من التحالف بين الإطار والتيار، وهذا ما رفضه الإطار، الذي شدد على أهمية تحالف كل قواه مع الكتلة الصدرية”، مضيفا أن “عدم التوصل لحل بين الطرفين ورغبة الصدر عزل المالكي عن البيت السياسي الشيعي، أزعج الوفد الإيراني بشكل كبير”.

وأشار إلى إن إيران اوصلت رسالة واضحة للكيانات المقربة منها في العراق، إنها تريد إتمام التقارب مع السعودية ولملمة اوراقها من جهة اخرى من أجل إنجاح الاتفاق النووي، لكنها في الوقت نفسه تعارض حدوث انشقاق في البيت الشيعي.

يشار أن وكالة رويترز ذكرت في 22 كانون الاول/ديسمبر الماضي ان ايران قامت بالعديد من التحركات من أجل وقف الاضطرابات الداخلية في العراق والتي قد تتسبب بها الفصائل العراقية المقربة منها، مشيرة الى ان إحدى هذه التدخلات جرت، بعد ساعات من الهجوم على منزل الكاظمي في بغداد والذي اشتبه بتورط جماعات موالية لإيران فيه.

واستنادا الى مسؤولين في الميليشيات وسياسيين عراقيين ودبلوماسيين غربيين، قالت “رويترز” ان اسماعيل قاآني، هرع الى بغداد بعد ذلك الهجوم، لابلاغ رسالة الى الميليشيات الموالية لايران والتي رفضت الاعتراف بالنتائج الاولية لانتخابات، وذكرت “رويترز” ان رسالة قاآني كانت “اقبلوا بالنتائج”.

الوكالة اوضحت انه خلال اجتماع مقتضب في مكتب احد السياسيين المخضرمين المدعومين من ايران، وبخ قاآني زعيمين لجماعات تدعمها ايران، واتهمهما بانهما تعاملا بشكل سيء مع تداعيات الانتخابات، وذلك بحسب ما أورده احد مسؤولي الميليشيات مطلع بشكل مباشر على اللقاء، بالإضافة سياسيين اثنين مرتبطين بالفصائل تم اطلاعهما على الاجتماع.

ونقلت “رويترز” عن مسؤول احدى الميليشيات قوله ان “الايرانيين كانوا غاضبين”، مضيفا ان مسؤولا ايرانيا سأل: “هل تريدون حربا اهلية شيعية؟”.

Exit mobile version