تعيش إيران أياماً عصيبة في ظل تنامي أثر العقوبات الأمريكية الاقتصادية عليها، وملاحقة سفنها التجارية المحملة بالنفط الخام المهرب من حقولها النفطية، لتبيعه بالسوق السوداء العالمية، ما تسبب بحرب ملاحة كادت أن تزيد في توتر المنطقة المتوترة أساساً.
لذا فإن إيران باتت ترى نفسها بموقع الضعيف الذي يصرخ مطلقاً تهديداته، لكل الأقوياء بجانبه، حيث هددت اليوم كل من يصدر النفط في المنطقة، بينما يبقى نفطها دون تصدير، ما يفاقم في تردي الأوضاع الاقتصادية الداخلية، وما يتبعه من شبح الثورة الشعبية.
حيث هدد مستشار خامنئي مُجدِّداً بضرب المصالح النفطية في المنقطة إذا لم يسمح لإيران بتصدير النفط فلن يصدره الآخرون”، ما يعيد إلى الأذهان الهجوم التخريبي على منشآت أرامكو النفطية في المملكة العربية السعودية، والذي شنته طائرات إيرانية مسيرة في منتصف أيلول الماضي، بينما تعاني إيران من انخفاض حاد لصادراتها النفطية منذ فرض واشنطن عقوبات مشددة على صادراتها النفطية.
وكشفت وكالة “رويترز” في تحقيق لها – أن الهجوم على منشآت نفطية في أرامكو بالسعودية خطط له من قبل إيران بطائرات “درون”، حيث تجمع مسؤولون أمنيون إيرانيون في مجمع شديد التحصين في طهران. وكان بين الحاضرين قيادات عليا في الحرس الثوري، وتشمل اختصاصاته تطوير الصواريخ والعمليات السرية.
وصرح الموفد الأمريكي الخاص لشؤون إيران “بريان هوك” قبل أيام، بأن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على القطاع النفطي الإيراني والتي طبقت بأكملها في شهر مايو/آيار الماضي قد أدت إلى تراجع تصدير النفط لدرجة لم نرها منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات وهذا بدوره أدى إلى تراجع الصادرات إلى مليوني برميل في اليوم، وأدى إلى حرمان إيران من 80% من العائدات النفطية
وأكد “بريان” حول احتمال قيام إيران بعمل عسكري أن بلاده لن تسمح لإيران أن تنكر أي عمل تقوم به وستحملها المسؤولية، مشيراً إلى أن طهران “سترتكب خطأ فادحاً إذا أساءت الحسابات حول ثباتنا”.
وأوضح الموفد الأمريكي الخاص للشؤون الإيرانية، قائلاً إذا قامت إيران بهجوم ما فإننا سنرد عسكرياً، “لا نريد حرباً جديدة في الشرق الأوسط لكننا عززنا من قدراتنا القتالية بـ 14 ألف جندي أمريكي، وكذلك نشاطاتنا الاستخبارية، ونحن نعرف أننا وقفنا وأفشلنا العديد من العمليات التي كانت إيران تخطط لها منذ أيار الماضي”.