عرض وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” رغبة بلاده في لعب الوساطة بين الأكراد السوريين والحكومة السورية، لإنهاء الحرب الدائرة في شمال سوريا بين الجارة تركيا وأكراد سوريا الذين سيطروا على مدى العامين الماضيين على مساحة واسعة من الشريط الحدودي الشمالي لسوريا.
وقال “ظريف” في تغريدة له عبر حسابه الرسمي في موقع توتير: ” اتفاق أضنة بين تركيا وسوريا، الذي لا يزال ساريا، يمكن أن يشكل سبيلا أفضل لتحقيق الأمن… يمكن لإيران المساعدة في جمع الأكراد السوريين والحكومة السورية وتركيا حتى يتسنى للجيش السوري حراسة الحدود مع تركيا”.
مستنداً في وساطته على قدرة بلاده لعب دور هام في تنفيذ اتفاق أضنة الذي وقعته الحكومتان السورية والتركية عام 1998 من القرن الماضي، وينص اتفاق أضنة على؛ تعهد الحكومة السورية بعدم احتضان وإيواء مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي يشن عمليات عسكرية ضد تركيا، وتقول تركيا إن دمشق لم تلتزم بتعهداتها المتفق عليها في اتفاق أضنة.
ولدى إيران مسؤولون سوريون يسيطرون على مراكز صنع القرارات السورية، لكن رجالات إيران داخل قصر المهاجرين أقل قدرةً وقوة من رجالات روسيا، بيد أن لإيران أوراق ضغط ما تزال أكثر قوة وفعالية من الأوراق الروسية، إذ تمول إيران مليشيات موالية لها تنتشر على امتداد الأرض السورية، وتشكل قلقاً لإسرائيل التي تتعهد روسيا بحماية حدودها الشرقية في هضبة الجولان السوري المحتل.
وتطمح إيران في هذه الخطوة إلى تحقيق هدفين، الأول إعادة الحدود الشمالية لسيطرة الجيش السوري ما يمنحها قوة أكبر وسطوة على تلك المناطق الغنية بالنفط فتسبق روسيا، وثانياً تريد كسب ولاء الأكراد ما يساعدها على تهدئة الأوضاع في حدودها الغربية التي تسكنها القومية الكردية الطامحة لإنشاء وطن قومي للأكراد “دولة كردستان” والتي تمتد عبر أربع دول “تركيا، إيران، سوريا، العراق” أو في أقل المستطاع وهو إقامة إقليم كردي ذاتي الإدارة على غرار ما حصل في كردستان العراق.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي