يسود احتقان شعبي داخلي أوساط الشعب الإيراني، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والمعاشية في البلاد التي تخوض حرب استنزاف منذ أكثر من 15 عام في العراق وسوريا واليمن.
حيث تصرف الأموال الإيرانية على التسليح الخارجي بدلاً من تحسين حياة المواطن الإيراني الفقير، كما تسعى حكومة الملالي إلى التمدد الجغرافي والسياسي خارج حدود دولة إيران، ما جعلها عرضة للتصادمات مع الدول العالمية الأخرى، وكانت النتيجة حصار اقتصادي خانق وحرب مياه لن تكون خاتمتها جيدة لحكومة طهران.
ففي تحد واضح للحكومة الإيرانية المستبدة، قالت أجهزة استخبارات إيرانية أنها أوقفت مجموعات كانت تريد إثارة احتجاجات كبيرة من شأنها تقويض أركان الدولة في مدينة مشهد ثاني أكبر مدينة إيرانية.
أعلنت السلطات الإيرانية عن إحباطها “مؤامرة جديدة مناهضة للثورة” في ثاني أكبر مدن البلاد، مشهد؛ وذكرت مديرية أمن محافظة خراسان الرضوية شمال شرقي البلاد، في بيان أصدرته اليوم الجمعة، أن أجهزة الأمن اعتقلت مؤخرا في مشهد “عناصر مناهضين لإيران” حاولوا “تخطيط وتنفيذ مؤامرة وفتنة جديدة”، وذلك بتكليف ودعم وتمويل من “مجموعات مناهضة للثورة” خارج الجمهورية الإسلامية و”أجهزة استخبارات غربية-عربية” لم تسمها.
وأوضح البيان: “إن هؤلاء العناصر حاولوا تنظيم تجمعات احتجاجية بالتعاون مع وسائل الإعلام المناهضة للثورة خارج البلاد وتوتير أجواء المجتمع، من خلال إثارة مشاعر مختلف شرائح المجتمع، خاصة المضحين ومعاقي الحرب، وتحريض القوميات والمذاهب”.
كما ورد في البيان أن هؤلاء العناصر “أوكلت إليهم مهمة الارتباط الممنهج مع المرشحين المنتقدين في أعقاب انتخابات مجلس الشورى، لحثهم على تشديد مواقفهم بغية استغلال الأجواء السياسية المفتوحة لخلق الفوضى والنزاعات الداخلية، وبالتالي إثارة فتنة جديدة تهدف للمضي قدما بالمخططات الموحاة من قبل أعداء الشعب الإيراني”، ولم يكشف البيان عن عدد المعتقلين في القضية وهوياتهم.
السلطات الإيرانية، كانت قد أعلنت بداية شهر آب -أغسطس الحالي، أنها ألقت القبض أيضاً على مجموعة لها علاقة بـ”جهات خارجية معادية للثورة” ومؤيدة لقلب نظام الحكم في إيران، أثناء تجمعها غير الشرعي في مدينة مشهد بشمال شرقي البلاد.
فيما قال مدير الشؤون الأمنية في محافظة مشهد حينها:” إن إلقاء القبض على المجموعة تم أثناء تجمعها بشكل غير قانوني أمام محكمة مدينة مشهد حيث كانت تعمل على إثارة مشاعر العامة ضد النظام الإيراني”.
وأضاف المدير أن المجموعة تضم إيرانيين من مختلف أنحاء البلاد اجتمعوا للتخطيط لخلق قلاقل وأعمال شغب وزعزعة الأمن في مدينة مشهد، التي اختارتها تلك المجموعة لما قد تلقاه الاحتجاجات فيها من صدى إعلامي واسع.
وكانت مختلف مناطق إيران، بما فيها مشهد، قد شهدت أوائل العام الماضي احتجاجات شعبية معارضة للغلاء والفساد وسياسات الحكومة الإيرانية، الداخلية والخارجية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي