مدن أغلقت.. هذا هو الحال في إيران، ومن المدن المغلقة، والتي أعلنت عنها الصحافة الحكومية، تلك المدن التي رسمت باللون الأحمر كـ “نكا وساري وقائم شهر وسوادكوه وبابل وفريدونكنار وأمل وتنكابن ورامسر في محافظة مازندران”.
عباس موسوي الشخصية البارزة في مجال الصحة قال:”الدخول إلى هذه المدن يعني اللقاء مع الموت.. إنها مدن تفوح منها رائحة الموت”.
مواجهة نظام الملالي لفايروس كورونا، هو قبول بالابادة الجماعية وترحيب بها.. تلك حقيقة تجلت ما بعد (اللعبة القذرة) وهي اللعبة المتصلة بشراء اللقاح وقد تصدر قادة وعناصر نظام الحكم صغارًا وكبارًا المشهد بعد أن أدلى كل منهم ببعض الأكاذيب.
كان من الواضح من تصريحات النمسؤولين الايرانيين أنهم لا ينوون شراء اللقاح، وفي الآونة الأخيرة، وتحديدًا يوم الجمعة 8 يناير 2021، قام خامنئي، من منطلق عداوته للإيرانيين بإحباط الجميع إحباطًا كاملًا، حيث قال كلمته الأخيرة بأنهم لن يشتروا لقاح كورونا.
وأعلن عن أن شراء اللقاح الأكثر جدارة بالثقة في العالم والمعتمد من منظمة الصحة العالمية ممنوع منعًا باتًا.
وفي موقفها ضد إجراء خامنئي، كتبت منظمة العفو الدولية: “لقد أعلن علي خامنئي عن منع شراء اللقاح المنقذ من فيروس كوفيد – 19 من بريطانيا وأمريكا لملايين الإيرانيين استمرارًا لانتهاك مسؤولي نظام الملالي لحقوق الإنسان لعقد من الزمن. وأضافت منظمة العفو الدولية”إنه لمن غير المسؤولية أن يتلاعب الولي الفقيه في إيران بحياة ملايين الإيرانيين بتفضيل العمل السياسي”.
المتابعون للسياسات الايرنية يعرفون أنه لا قيمة لقول خامنئي أنه لا يثق في لقاح فايزر، لأنه اللقاح الأكثر جدارة بالثقة في العالم، والدول الأكثر تقدمًا في العالم تستخدمه في تطعيم مواطنيها على نطاق واسع.
ولكن لماذا أطلق خامنئي مثل هذه التصريحات ؟ وهل يمكن أن نجد في هذا النهج شيئًا سوى العداء للإيرانيين والتأهب لإبادتهم؟
على الرغم من رفض خامنئي وروحاني شراء اللقاحات المعتمدة، بيد أن رؤساء المؤسسات الثلاث في المنظمة الطبية ورئيس اتحاد الجمعيات العلمية، بعثوا برسالة إلى حسن روحاني، يطالبون فيها بأن تبذل الحكومة قصارى جهودها لتوفير لقاحات آمنة ومعتمدة من الجهات العلمية بشتى الطرق مستخدمة كافة إمكانيات القطاعين العام والخاص، وكتبوا:
” إن أولوية شراء وتوفير اللقاح تعد اليوم أمرًا حيويًا، ولابد من معالجة القضية على أساس النهج العلمي ووضع المصالح الوطنية في الاعتبار فقط، بغض النظر عن القضايا السياسية، وتوفيره لأبناء الوطن، وتحديدًا الطبقات الضعيفة والفئات المعرضة للخطر والكادر الطبي الخدوم المضحي بنفسه. إنكم تعلمون يا فخامة الرئيس أن اللقاح المحلي لن يكون متوفرًا في القريب العاجل، نظرًا لأنه يمر بالمراحل العلمية والإنتاج الضخم، …إلخ.. نشر هذا الكلام في صحيفة مردم سالاري وقد تحدثت بحزن بالغ ينذر بكارثة.
بعض المنتمين لولاية الفقيه وحتى الملالي في الحكومة وقفوا ضد فتوى خامنئي اللاإنسانية لدرجة أنه اضطر إلى أن يختار مجموعة من مرتزقته ووكلائه في المجلس والحكومة لتأييد فرمان حظر العلاج.
حتى أن وسائل الإعلام التي كانت قد كتبت في دعمها الحتمي للحملة الشعبية “اشتروا اللقاح” أن 80 دولة حول العالم اشترت 7 مليار جرعة من لقاح فايزر وقامت بتطعيم أبنائها مجانًا؛ التزمت الصمت للتستر على ضعف خامنئي وانحطاطه.
من داخل مؤسسة الملالي ارفعت أصوات منددة بـ “تعنّت خامنئي” وتساءلوا: من هم الذين أسدوا بهذه النصيحة، وهل أتيحت الفرصة للمعارضين لهذا الرأي للتشاور؟”.
وتعنت خامنئي بشأن رفض شراء اللقاحات المعتمدة ووصى حكومة روحاني بعدم شراء هذه اللقاحات من أمريكا وفرنسا وبريطانيا، على الرغم من أن أبناء الوطن عبروا عن مطالبهم بشراء اللقاح في وقت سابق في حملة “اشتروا اللقاح” الكبرى احتجاجًا على مماطلة نظام الملالي وتمسكه بذرائع واهية لا يقبلها عقل.
كانت هذه الحملة أدت إلى تعاطف وترابط مختلف طبقات الشعب ضد الحكام ووضع خامنئي وحراسه في وضع لا يحسدون عليه.
وفيما يتعلق بالعواقب الوخيمة للتأخير في شراء اللقاح المعتمد، حذرت جمعية علم المناعة الحكومية من أن التأخير في شراء واستيراد لقاح كورونا من شأنه أن يتسبب في أضرار فادحة لا يمكن تلافيها وفقدان المزيد من الأرواح البشرية. وورد في جزء من بيانها الذي نشرته وكالة “إيرنا” في 2 يناير 2021 ما يلي:
من البديهي أن أي تأخير في شراء اللقاح سيؤدي إلى أضرار فادحة لا يمكن تلافيها وفقدان المزيد من الأرواح البشرية، وفي الوقت نفسه، سوف يزيد من فرص ايجاد ميكروبات جديدة من الفيروس مولدةً ميكروبات أخرى مقاومة للقاح؛ في البلاد.
أكاذيب الملالي تتناثر في كل الاتجاهات، وآخرها”مسؤول يقول إن اللقاحات الأمريكية والبريطانية مسببة للسرطان والعقم!” يقول آخر إنه بحقن هذه اللقاحات، يضعون نظام تحديد المواقع في الجسم وستصبح رجلاً حديديًا! “هذه الكلمات هي تشويه كامل للذات”.
وسائل الإعلام الحكومية لم تعد تخفي خوفها من استياء الناس من أكاذيب النظام. فقد كتبت صحيفة مستقل في 13 يناير في مقال: ” في الأيام الأخيرة، أصبح التنفس الطبيعي، مثل الأشياء العادية الأخرى، مصحبا بمشاكل لدى المواطنين. إلى متى نريد أن نأخذ حقوق الأمة رهينة ظروف الحرب الصعبة؟
في موقع آخر من المقال، كتبت الصحيفة : يجب أن نعلم أنه إذا لم يتلق الناس تجاوبا في الوقت المناسب، فسيكون علاجها أكثر صعوبة وتكلفة.
“كورونا” وقد اجتاح العالم، سيكون له تأثير آخر في إيران، فقد كشف الفايروس عن فايروسات المنظومة.. منظومة النظام التي لم تقم وزنًا لحياة الناس.
لم تقم لحياة الناس وزنًا في تحويل البلاد الى ثكنة للحرب.
لم تقم وزنًا لحياة الناس في تحويل البلاد إلى سجن.
والطبيعي أن لاتقيم وزنًا لمخاطر الفايروس ولا لما سيصيب مدن اللون الأحمر من ويلات.