كعادتها، تستمر طهران بمحاولة الاستفادة من مختلف متغيرات المشهد الإقليمي والمحلي، وحتى التي ضدها تعمل على قلبها لصالحها.
ورغم أن مقتل الجنرال سليماني سبب هزة كبرى للوسط العسكري والسياسي الإيراني، وهدد نفوذ طهران في المنطقة كلها بعد صفعة كبرى تلقاها الإيرانيون وأذرعهم وميليشياتهم المتعاملة معهم، لكن – فيما يبدو – تسعى إيران لتحقيق أكبر قدر من المكاسب “خصوصاً على الصعيد الدولي” مما جرى.
وجاءت اليوم، تصريحات وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” لمجلة “دير شبيغل” الألمانية لتؤكد متاجرة إيران بدماء قائدها مع عرض ظريف استئناف المفاوضات بين الجانبين – أي إيران وأمريكا – رغم ربطه استئنافها بما أسماه تغيير نهج واشنطن ورفع العقوبات.
و قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، السبت، إن طهران لا تستبعد التفاوض مع واشنطن حتى بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، شرط أن تغير نهجها وترفع العقوبات!.
وأضاف ظريف في حديثه إلى صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، أن اغتيال سليماني هو بداية انسحاب القوات الأمريكية من العراق وربما من المنطقة، مشيراً إلى أن إيران ألحقت الكثير من الأذى بالولايات المتحدة.
ونقلت RT عن وزير خارجية طهران قوله إن “الولايات المتحدة وبكل قوتها العسكرية لم تتمكن من منع الصواريخ الإيرانية من استهداف القواعد الأمريكية في العراق”.
هذا واستهدفت إيران قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق، يوم 8 يناير/كانون ثاني، رداً على اغتيال سليماني بغارة جوية أمريكية.
ويبدو أن إيران وعبر تصريحات وزير خارجيتها، تعتبر هجماتها على القواعد في العراق انتقاما- أو رد فعلها المبرر- على ما جرى من تصفية لقائد من أبرز قادتها، مما يسمح لها بالعودة لشروط التفاوض مع عدم إهمال الدور الكبير للعقوبات الأمريكية المتصاعدة ونتائجها الفعلية على إيران واقتصادها.