fbpx
أخر الأخبار

ابن سلمان نصف الباب المفتوح

واضح أن السعودية تشتغل على تهدئة اللعب إزاء الملفين الأكثر خطورة بالنسبة لها، وهما ملف مواجهة إيران، وملف الحرب الروسية الأوكرانية، وفي الملفين تفتح نصف الباب ما يعني تترك نصفه الآخر مغلقًا، وهذا يجنّبها مغامرات وهي في مرحلة تحوّلات داخلية تحمل نكهة المغامرة في الكثير من الملفات بدءًا بالموقف من “المطوّع” وصولاً إلى شراكة المرأة في الحياة والانتاج، وهذا امر غاية في الصعوبة للمملكة التي تلعب فيها المؤسسة الدينية مايوازي مؤسسة القصر.

جو بايدن، وهو الشخصية المكروهة سعوديًا، بدا كما حاله، هزيلاً وضعيفًا وابن سلمان بدا بمواجهته بقسمات حيادية خالية من الترحيب كما تخلو من الاستعداء، وهو باب ثان يشبه الباب الاول نصفه مفتوح مايعني نصفه مغلق، وهذا بدوره سينعكس على مدى استجابة المملكة لطلبات الرئيس الامريكي التي تعني ضخ النفط مضاعفًا مع تخفيض أسعاره، وهو امر سيقود المملكة بلا شك إلى موقف عدائي مع الروس إنقاذًا للمجموعة الاوروبية أو بعض الإنقاذ، والمملكة تعرف بالتمام والكمال أنها إذا مامدت يد العون إلى أوروبا، فبوسعها فعل ذلك دون وساطة أمريكية ترفع من رصيد جو بايدن عند الاوروبيين، فالشرب من رأس النبع أسهل واطيب من الشرب من جرار السقايين.

هذا أولاً، اما الأهم من المهم، فهو أن المملكة ذهبت بل وقطعت شوطًا واسعًا في تخفيض منسوب العداوات، فقد مدّت جسورًا مع حكومة اردوغان، وهو الاكثر عداء للمملكة، كما تشتغل على وضع حد للحرب مع الحوثيين وصولاّ لإيقاف الحرب، ما يعني تأجيل الحرب مع إيران، وثانيها أن المملكة  تتطلع إلى علاقات اكثر جدية مع محيطها العربي عبر البوابة المصرية التي  أعطتها وزنًا يسمح بالقول أن النافذة المصرية ستتسع للتطلعات السعودية، وكل هذا دون إغفال أن للمملكة مشروعها في إطارها الإسلامي، فأي كانت توجهات ولي العهد السعودي، فسيبقى محكوم بجغرافية الجزيرة العربية التي كانت مهبطًا للوحي وأرضًا لنشوء ومقدسات المسلمين.

من تجليات قمة السعودية أنها، لم تمنح جو بايدن كل مايريد، ولم تحرمه بعض مايريد، فالنتائج كما المصافحة.

ـ مصافحة بقبضة اليد، لا مصافحة بالأحضان.

ولهذا دلالات بالغة الأهمية، دلالات تقول:

ـ يا أمريكان، نحن أصدقاء ولسنا تابعين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى