مرصد مينا
وقعت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبولندا، اتفاقا، أمس الخميس، لتطوير صواريخ كروز بعيدة المدى تطلق من الأرض ويزيد مداها على 500 كيلومتر، وذلك بهدف سد فجوة في الترسانات الأوروبية تقول هذه الدول إن الحرب الروسية في أوكرانيا كشفتها.
وقال وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو في حديث له على هامش قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في واشنطن بعد مراسم التوقيع، إن “الصاروخ الجديد هدفه الردع”.
أضاف الوزير للصحفيين “الفكرة هي التوسيع قدر الإمكان”، منوها إلى أنه بوسع حكومة حزب العمال الجديدة في بريطانيا الانضمام.
وجاء هذا الاتفاق بعد يوم واحد من إعلان واشنطن وبرلين أنهما ستبدآن في نشر صواريخ أميركية بعيدة المدى على الأراضي الألمانية في عام 2026، بما في ذلك صواريخ “إس.إم-6” وتوماهوك وأسلحة فرط صوتية.
وتندد موسكو بنشر الصواريخ وتعتبره “تهديدا خطيرا للغاية” لأمنها القومي.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير عام 2022، شهدت صواريخ كروز التي يصل مداها لعدة مئات من الكيلومترات انتعاشا.
وحاليا، تشمل مخزونات أوروبا من صواريخ كروز أسلحة تطلقها طائرات مقاتلة مثل صواريخ ستورم شادو البريطانية، وسكالب الفرنسية، وتوروس الألمانية التي يصل مداها إلى نحو 500 كيلومتر.
وعلى عكس الصواريخ الباليستية، تشق صواريخ كروز السماء على ارتفاع منخفض مما يجعل اكتشافها صعبا على أجهزة الرادار.
وقال مصدر عسكري إن الهدف هو أن يصل مدى الصاروخ الجديد المنطلق من الأرض إلى ما بين ألف وألفي كيلومتر لتلبية طلب حلف شمال الأطلسي على مثل هذه القدرة.
يشار إلى أن تطوير صاروخ يتجاوز مداه 500 كيلومتر يعني أن الحلفاء الأوروبيين في الحلف سيعيدون في الواقع فئة من الأسلحة كانت محظورة بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى حتى عام 2019.
وكانت المعاهدة الموقعة عام 1987، قد حظرت الصواريخ النووية والتقليدية التي تطلق من الأرض ويتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.
وتخلصت ألمانيا والمجر وبولندا وجمهورية التشيك من صواريخها في التسعينيات وتبعتها لاحقا سلوفاكيا وبلغاريا.
لكن الولايات المتحدة انسحبت من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى في عام 2019، وقالت إن موسكو تنتهك المعاهدة وأرجعت هذا لتطوير روسيا لصاروخ كروز “9 إم.729” الذي يُطلق من الأرض والمعروف في حلف شمال الأطلسي باسم “إس.إس.سي-8”.
لكن موسكو نفت الاتهامات وفرضت وقفا على تطويرها للصواريخ التي كانت محظورة سابقا بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى.
والشهر الماضي، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن موسكو يجب أن تستأنف إنتاج الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ذات القدرات النووية بعد أن نشرت الولايات المتحدة صواريخ مماثلة في أوروبا وآسيا.