ابتدأت الحكاية من مقعد في البرلمان التركي:”اطردوا جماعة الاخوان”، وكانت الصرخة قد انطلقت من كمال كيليتشدار أوغلو زعيم المعارضة التركية في البرلمان التركي.
كان أوغلو، قد وجه حديثه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالتصالح مع مصر، قائلا “عليك أن تتصالح مع مصر، لماذا نتصارع مع مصر؟ نحن لدينا تاريخ مشترك مع مصر وثقافة مشتركة”.
أوغلو وهو رئيس حزب الشعب يخاطب أنصار حزبه: “إذا أرادت تركيا ألا تخسر في السياسية الخارجية، وأرادت أن تكسب، أولا لا بد أن يتخلى أردوغان عن جماعة الإخوان”.
وتابع أوغلو: “لابد أن يتركهم .. من هؤلاء الإخوان؟ نحن نعيش في الجمهورية التركية، ومصلحة الجمهورية التركية تعلو على أي شيء”.
كما أكد أن “تركيا تدفع الثمن غاليا نتيجة هذا الصراع. لا بد أن نرسل سفيرا لسفارتنا في مصر، ولا بد أن نتصالح مع مصر”، متسائلا: “لماذا ليس لدينا سفير هناك؟”.
ليس بالوسع الاستخفاف بموقع اوغلو وقوته فقد فاز مرشحه أكرم إمام أوغلو ببلدية استنبول التي كانت فيما سبق مستوطنة لجماعة الاخوان.
غير أن رفض تغلغل جماعة الاخوان في الدولة، لم يقتصر على أوغلو، فهناك حالة رفض كامل من قبل المعارضة التركية لاستضافة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجماعات الإسلامية في مدينة إسطنبول وعلى رأسهم قيادات جماعة الإخوان، وهو ما يزيد من الضغط على أردوغان بسبب تواجد الإخوان على الأراضى التركية.
تزايد الضغط الذي تمارسه المعارضة التركية على أردوغان، كان قد دفع الرئيس التركى في النهاية إلى الاستجابة لمطالبهم وطرد جميع قيادات المجموعات الإسلامية فالانتخابات الرئاسية التركية وتزايد خطر إمكانية إطاحة الشعب التركي بأردوغان وحزبه العدالة والتنمية باتت على الباب.
والنتيجة أن جماعة الإخوان ستكون في ورطة كبيرة حال قرر أردوغان طردهم من أراضيه من اجل حماية مستقبله السياسي في تركيا، حيث لن تجد أي دولة تستطيع استضافة هذا العدد الكبير من قيادات الإخوان.
فى وقت سابق ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن صحفي تركي موالي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نشر خبر بشأن اعتقال مدير الأخبار المسؤول فى موقع «أودا تي في» التركي أريش ترك أوغلو، قبل اعتقاله بثلاث ساعات، حيث كان الصحفي بجريدة ستار إرسوي دادا نشر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، يؤكد فيها أنه سيجري فتح تحقيق مع مسؤولي موقع “أودا تي في” التركي، ليفاجأ المجتمع التركي باعتقال ترك أوغلو فجر اليوم التالي، وبعد تغريدة دادا بساعات قليلة.
وصدرت مذكرة اعتقال ضد مدير الأخبار المسؤول فى موقع أودا تي في وصحفية بالموقع بسبب خبر تسجيل موقع أودا تي جنازة أحد قتلى ليبيا التابعين للاستخبارات التركية، وجرى اعتقال باريش بتعليمات شفهية من نائب المدعي العام فى إسطنبول حسن يلماز؛ بسبب الخبر الذي نشره بعنوان “وصول موقع اودتا تي لجنازة أحد قتلى ليبيا التابعين للاستخبارات”.
بعد صدور تعليمات تركية بوقف برامجهم على المنصات والفضائيات التي تبث من اسطنبول، ومعظمها تعود لاخوان مصر، ركب جماعة الاخوان الخوف من المستقبل والمصير الغامض الذي ينتظرهم، خصوصًا بعد الكشف عن قيادات اخوانية ممن استضافهم أردوغان كانوا قد أعلنوا ولاءهم لحزب السعادات وهو ممثل الإخوان في تركيا، رغم علمهم بأن هذا الحزب يتآمر علانية ضد الرئيس ليل نهار، نعم حزب السعادات كتلته التصويتية لا تتجاوز ١% إلا أن الانتخابات التركية تتأثر بشدة بهذه النسبة البسيطة، وفقاً لحقيقة الحال.
قيادات اخوانية قالت:
ـ لاتلوموا أردوغان بل لوموا انفسكم.
من بين هؤلاء القياديين في جماعة الاخوان كان عاصم عبد الماجد وقد كتب على صفحته في الفيس بوك مخاطبًا الاخوان أن “يتبرؤوا علانية من خيانتهم، زاعماً أن عليهم الاعتذار للرئيس عما قال إنها “خيانة”، لأن صلاتهم بحزب السعادات ضايقت الحكومة والمخابرات في تركيا.
وسيكون السؤال:
هل سيكون ترحيل الاخوان ناتجًا عن مواقف المعارضات التركية من التنظيم، أم خيانتهم لأردوغان؟
لما لايكون السببان معًا، وكانت الجماعة ذات يوم من محالفي الرئيس الراحل أنور السادات، ثم مالبثوا أن غدروا بالرجل وصولاً لاغتياله، فما الذي يمنعهم من خيانة أردوغان؟
إذا لم يكن لاهذا ولا ذاك، فما لاشك فيه أن استثمار اردوغان بجماعة الاخوان قد بات خاسرًا، وثمة مثل عند الفلاحين القساة:
ـ حين ينتهي الفلاحون من مواسم البيادر والمذراة ونقل المحاصيل، يطلقون حميرهم إلى العراء بعد الاستغناء عن خدمات الحمير.
نقول الفلاحين القساة، ولا بد أن اردوغان واحد من “قساتهم”.
ما يتبقى هو سؤال:
ـ نحو أي أرض سيستدير جماعة الاخوان ما بعد انتهاء موسم الحصاد.