تُستأنف هذا الأسبوع المفاوضات الأمريكية مع حركة طالبان الأفغانية في العاصمة الباكستانية “إسلام أباد”، بحضور ممثلين من الوفدين.
حيث انطلق ممثلو حركة “طالبان أفغانستان” الأربعاء الماضي إلى العاصمة الباكستانية “إسلام أباد” في أول زيارة لهم منذ اعتماد مكتبهم السياسي في العاصمة القطرية “الدوحة” عام 2013، كما وصل لإسلام أباد الثلاثاء الماضي الوفد الأمريكي يترأسه “زلماي خليل زاد”، وذلك لمتابعة المفاوضات التي توقفت أيلول الماضي بشكل مفاجئ من الطرف الأمريكي.
وعقد الطرفان اجتماع واحداً خلال الأسبوع الماضي، ناقشوا فيه سبل عودة المفاوضات المتوقفة بينهم، والتي كادت أن تنتهي بتوقيع الرئيس الأمريكي على نص الاتفاق مع حركة طالبان التي تسيطر على مساحة واسعة من أراضي الدولة الأفغانية.
وبيّن مسؤول في الخارجية الباكستانية فضل عدم كشف هويته، أن الطرفين لم يتوصلا إلى أي قرار، وتسود المحادثات حالة من الجمود.
وقال المسؤول الباكستاني: ” من المتوقع عقد اجتماع آخر في غضون يوم أو يومين بعد أن يدرس الجانبان الموقف بدقة بشأن صيغ مختلفة نوقشت في الاجتماع الأول الذي انعقد الجمعة الماضية”.
وأكد الدبلوماسي الباكستاني، أن الجانبين توصلا إلى مطالب جديدة، حيث طالبت واشنطن بوقف “شامل” لإطلاق النار في البلد الذي مزقته الحرب، وإدراج حكومة كابل في عملية السلام؛ شرطان أعربت طالبان مراراً عن رفضهما.
وأوضح رفض طالبان المطالب الأمريكية: ” لقد رفضت طالبان قبول المطلبين الأمريكيين، وتريد استئناف العملية من حيث توقفت تماماً، بينما تريد واشنطن بداية جديدة، خاصة فيما يتعلق بمطلبيها”، وأشار المسؤول الباكستاني أن حركة طالبان طلبت من الأمريكيين ضمانات من أعلى المستويات في واشنطن تؤكد التزامهم بتنفيذ نتائج المحادثات.
وتمثل حركة طالبان المكون السني في الدولة الأفغانية وقاتلت الحركة سابقاً لجانب تنظيم القاعدة وقائده أسامة بن لادن، بينما تمثل الحكومة الأفغانية الحالية المكون الشيعي.
وكان اتفاق وشيك بين الجانبين ينتظر توقيع “دونالد ترامب” ليدخل حيّز التنفيذ، لكن استمرار حركة طالبان بالتفجيرات داخل العاصمة كابل وفي مناطق حيوية أخرى في أفغانستان أوقف الاتفاق، وكاد ينهي المفاوضات التي ترعاها قطر.
وبموجب الاتفاق الذي توصل إليه سابقاً قادة حركة طالبان مع رئيس الوفد الأمريكي المفاوض “زلماي خليل زاد” كان سيخرج الجنود الأمريكيين من خمسة قواعد عسكرية لهم في أفغانستان خلال 135 يوم، على أن تتعهد الحركة بعدم جعل أراضيها منطقة استقرار ومنطلقاً للحركات والتنظيمات الإرهابية، لكن عناصر من طالبان نفذوا تفجيرات أثناء إعلان “زاد” عن نتائج المفاوضات قتل في إحداها جندي أمريكي، مما دفع الرئيس الأمريكي إلى إيقاف مفاوضات سرية كانت ستجري بين الطرفين بعد ساعات في منتجع “كامب ديفيد”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي