استشهد بخطاب السادات.. تعرف على سيد البنتاغون الجديد

مرصد مينا – بروفايل

بحث وزير الدفاع الأمريكي الجديد “لويد أوستن” مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، “ينس ستولتنبرغ”، قضايا تتعلق بأفغانستان والعراق، بما في ذلك الحفاظ على موقف دفاع واحتواء قوي للناتو”، وذلك بعد أن وافق مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الجمعة، على ترشيحه، ليصبح أول رجل من ذوي البشرة السمراء يتولى قيادة البنتاغون.

الجنرال المتقاعد يمتلك خبرة كبيرة في ملفات الشرق الأوسط، وكان قائداً للقيادة المركزية في الجيش الأمريكي، اذ اعتبره الرئيس بايدن، يمثل الشخص الأنسب لمنصب وزير الدفاع، وأثبت كفاءة ونجاحاً كبيراً في مهمته ضد تنظيم داعش والحرب على الإرهاب.

سيد البنتاغون الجديد..

تخرج “لويد أوستن” من أكاديمية ويست بوينت لسلاح الجيش الأميركي، والتحق بالمؤسسة العسكرية الأمريكية في العام 1975، وبرز اسمه كثيرا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول في  العام 2001.

وولد أوستن (67 عاما) في الثامن من أغسطس/آب في العام 1953 بولاية جورجيا، وتخرج في الأكاديمية العسكرية الامريكية “وست بوينت”، كما حصل على شهادة الماجستير في مجال التعليم بجامعة أوبرن، وفي مجال إدارة الأعمال في جامعة ويبستر.

بدأ أوستن خدمته العسكرية التي استمرت 41 عاما (1975-2016) في ألمانيا، وشغل منذ ذلك الحين مناصب مختلفة في هيكل الجيش الأمريكي، وفي مارس/آذار من العام 2003 شارك بصفة مساعد قائد فرقة المشاة السابعة في غزو العراق، وتم منحه وسام النجمة الفضية، وبعد ذلك، تولى أوستن قيادة قوة المهام المشتركة 180 في حرب أفغانستان.

الانسحاب من العراق..

شغل منذ سبتمبر/أيلول 2005 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2006 في منصب قائد الأركان في القيادة المركزية الأمريكية، في قاعدة ماكديل الجوية بولاية فلوريدا، ليصبح في فبراير/ شباط من العام 2008 ثاني أكبر مسؤول عسكري أمريكي في العراق، من خلال توليه قيادة القوات المتعددة الجنسية في هذا البلد، اذ كان تحت قيادته نحو 152 ألف عسكري.

كما تولى في أغسطس/آب من العام 2009 أوستن منصب مدير “مساعد رئيس” هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي، كما تولى في سبتمبر/أيلول من العام 2010 قيادة القوات الأمريكية في العراق، وجرت مراسم تسلمه مهام منصبه الجديد بحضور نائب الرئيس الأمريكي حينئذ والرئيس الحالي، “جو بايدن”.

وطلب أوستن بهذه الصفة زيادة التواجد الأمريكي في العراق من 14 حتى 18 ألف عسكري، وكان يشرف على الانتقال من عملية “حرية العراق” إلى عملية “الفجر الجديد”، وكان منخرطا بشكل ناشط في المشاورات الداخلية الأمريكية، ثم المفاوضات مع حكومة العراق، التي أفضت إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

إلى جانب ذلك، عارض أوستن الانسحاب الأمريكي بالكامل من العراق، وكان يصر على ضرورة إبقاء عشرة آلاف جندي في العراق بعد 2011.

وتعهد “أوستن” والرئيس “جو بايدن” مرارا بتعزيز التنوع في الجيش الأمريكي والذي يهيمن البيض والرجال على مراكزه القيادة إلى حد كبير على الرغم من وجود تنوع في الرتب الصغيرة.

“أوستن” وسوريا..

في يناير/ كانون الثاني من العام 2012، تولى أوستن منصب نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي، ليصبح في  مارس / أذار من العام 2013 أول ضابط من ذوي البشرة السمراء يترأس القيادة المركزية الأمريكية التي تغطي منطقة عملياتها كلا من سوريا والعراق واليمن.

“أوستن” أشرف على وضع وتطبيق خطة الحملة العسكرية لدحر “داعش” في العراق وسوريا، وأصر على ضرورة التركيز على محاربة التنظيم الإرهابي في العراق.

وفي 2015، أقر أوستن، خلال جلسة استماع في لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، بأن البرنامج الأمريكي الخاص بتدريب المعارضة السورية بهدف محاربة “داعش” باء بالفشل، معرباً عن معارضته لإنشاء منطقة فاصلة آمنة للاجئين السوريين.

وتعرض “أوستن” في تلك الجلسة لانتقادات شديدة اللهجة من السيناتور الراحل، “جون ماكين”، الذي قال إن تصريحات الجنرال “منفصلة عن الواقع”، ليستقيل من الجيش في أبريل/ نيسان من العام 2016، وشغل مقعدا في مجلس إدارة شركة “رايثيون” العملاقة لإنتاج الأسلحة.

يذكر أن مصادر أمريكية، كشفت أن ترشيح “أوستن” يخالف القانون، موضحاً أن “أوستن” بحاجة إلى استثناء من الكونغرس حتى يتولى وزارة الدفاع، على اعتبار أنه خرج من الخدمة في البنتاغون قبل 4 سنوات، والقانون يشترط انخراط العسكريين في الشأن السياسي بعد مضي ما لا يقل عن 7 سنوات.

“أوستن” والسادات..

وزير الدفاع الأمريكي الجديد “أوستن” استشهد بخطاب للرئيس المصري الراحل “أنور السادات” في كلمة له في العام 2013 خلال مؤتمر العلاقات العربية الأمريكية، قائلاً: “في الـ20 من نوفمبر 1977 الرئيس المصري أنور السادات أدلى بخطاب تاريخي أمام الكنيست الاسرائيلي في القدس ليصبح أول رئيس لدولة عربية يزور إسرائيل”.

وأضاف أوستن:” قال السادات لأعضاء البرلمان: إنَّ في حياة الأمم والشعوب لحظات، يتعين فيها على هؤلاء الذين يتّصفون بالحكمة والرؤية الثاقبة، أن ينظروا إلى ما وراء الماضي، بتعقيداته ورواسبه، من أجل انطلاقة جسور نحو آفاق جديدة، وهؤلاء الذين يتحملون، مثلنا، تلك المسؤولية الملقاة على عاتقنا، هم أول من يجب أن تتوافر لديهم الشجاعة لاتخاذ القرارات المصيرية، التي تتناسب مع جلال الموقف”.

كما أشار إلى أنه: “كان هذا قبل 36 عاما ماضية، وفي الوقت الذي يختلف فيه العالم بالعديد من الأوجه الآن فالمسؤولية المشتركة تحدث عنها السادات بأن نكون صانعي سلام وداعمين للعدالة تبقى منتصبة حتى اليوم”.

يذكرأن تعيين “أوستن” منح باستثناء من الكونغرس، اذ لم يحدث هذا الاستثناء في تاريخ أمريكا من قبل سوى مرتين. مُنح في إحداهما لـ”جيمس ماتيس” حين تولي وزارة الدفاع في العام 2017، و”أوستن” ليكون أول أمريكي من أصول أفريقية يدير البنتاغون.

Exit mobile version