مرصد مينا – العراق
قضت محكمة عراقية بحبس رجلين مدى الحياة، وسيد لمدة ثلاثة أعوام، بعد إدانتهم بالتورط في تشكيل عصابة إتجار بالبشر، وذلك على خلفية شكوى تقدمت بها عائلة عراقية في بغداد، تفيد باختفاء طفلتين قاصرين من المنزل، واللتين عثر عليهما في منزل أحد المتهمين في العاصمة العراقية.
بحسب البيانات القضائية فإن والدة الطفلتين لم تجدهما صباحاً بعد أن استيقظت، كما أنها لاحظت فقدان مصاغ ذهبي وهاتفها النقال، ما دفع الوالد للاتجاه إلى مركز الشرطة وتقديم بلاغ باختفاء الطفلتين.
ملابسات الحادثة تكشفت بشكل أوضح مع شهادة إحدى صديقات الطفلتين، التي قالت بأنهما كانتا على تواصل مع شخص عراقي مقيم في تركيا، عبر تطبيق انستغرام، وأنه كان يحرضهما على الهرب من المنزل، مؤكداً لهما أنه وبواسطة أحد أصدقائه سيؤمن لهن خروجاً إلى تركيا عبر مدينة السليمانية.
بتتبع بيانات الهاتف النقال وأبراج الاتصالات، تمكنت الشرطة من الوصول إلى الشقة التي كان يقيم فيها المتهم الثاني في القضية وزوجته، حيث وجدت الطفلتين داخل الشقة، وخلال التحقيق، أقرت إحدى الطفلتين بأنها كانت على تواصل مع الرجل العراقي المقيم في تركيا، وأنه كان يطلب منها نقوداً مصاغ ذهبي ليؤمن لها ولشقيقتها الهروب إلى تركيا، لافتةً إلى أنه بعد فترة من التواصل بدأ يطلب منها المزيد ويهددها بنشر صور لها قام بسحبها من انستغرام، ليطلب منها في نهاية المطاف التوجه إلى شقة شريكه وزوجته حتى يؤمن لهما خروجاً إلى تركيا.
في السياق ذاته، كشفت محاضر التحقيق، عن اعتراف زوجة المتهم الثاني، والشريكة في المجموعة، انهم كانوا يخططون إلى استدراج الفتاتين إلى تركيا، وإخضاعهما لعمليات سرقة أعضاء، وبيعها، وأن الطفلتين وصلتا إلى الشقة ومعهما مبلغ 60 دولاراً وهاتف نقال.
يشار إلى انها ليست القضية الأولى، التي يشهد فيها العراق استغلال شبكات الإتجار بالبشر تطبيقات التواصل الاجتماعي للإيقاع بالقصر أو استغلال الصور التي بنشروها على تلك المواقع، حيث سبق للشرطة العراقية أن اعتقلت قبل عامين، شخص كان يقوم باختراق تطبيق تليغرام في هواتف الضحايا المستهدفين، ومن ثم سرقة الصور الموجودة فيه وابتزاز الضحايا بمبالغ كبيرة قبل نشر الصور، مما سبب مشاكل كبيرة لمئات العائلات.