أوقف القضاء في الجزائر أحد الرسامين الكاريكاتوريين ممن ينتقدون النظام والسلطة في البلاد، كما أصدرت النيابة العامة قرار بالسجن على أحد ناشطي الحراك الشعبي يطلق عليه اسم “الشاعر”، بسبب قصائده التي ينشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما أعلنت عنه الجمعية الأهلية “اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين”.
واستنادا على المعلومات، التي أدلت بها الجمعية، فإن ضباط من الشرطة، كانوا يردتون لباسا مدنيا في مدينة وهران قاموا بتوقيف الفنان والرسام عبد الحميد أمين المعروف باسم “نيم”، لكنها لم تذكر التهم الموجهة إلى رسام الكاريكاتور الذي نشر مؤخرا على حسابه على تويتر أعمالا تنتقد القادة الحاليين للجزائر انتشرت بشكل واسع.
الصورة التي رسمها “أمين” كانت تحت عنوان “المنتخب” ويظهر فيها رئيس الأركان أحمد قايد الصالح رجل الجزائر القوي حاليا، وفيها أيضا الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، رسمهم على شكل موسيقيين يعزفون على جسر سفينة بدأت تغرق.
إلى ذلك أصدرت النيابة في العاصمة الجزائرية عقوبة السجن سنتين لمحمد تاجديت الناشط في الاحتجاجات الملقب بـ”شاعر الحراك” من قبل بعض الصحف بسبب قصائده التي يلقيها أمام المسرح الوطني، وبحسب الجمعية فإن الشاعر متهم بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي استنادا إلى المادة 96 من قانون العقوبات في الجزائر.
وتنص هذه المادة على أن “يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات (…) كل من يوزع أو يضع للبيع أو يعرض لأنظار الجمهور، أو يحوز بقصد التوزيع، أو البيع، أو العرض بغرض الدعاية منشورات أو نشرات أو أوراقا من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية”، وأرجأت المحكمة جلستها الى 19 كانون الأول/ديسمبر المقبل.
في حين نظم البرلمان الأوربي، يوم الخميس، جلسة لمناقشة وضعية حقوق الإنسان وحريات التعبير في ثلاث دول من بينها الجزائر، معربا عن انشغاله بسبب التضييق على الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان.
وانتقد النواب، السياسة المطبقة من طرف السلطة الحالية، معتبرين أن الاعتقالات التي تطال النشطاء فضلا عن التضييق الممارس ضد الصحفيين والنقابيين والطلبة والمحاميين يعد خرقا لحقوق الإنسان وتعديًا على الحريات الأساسية مثل حرية التعبير، مطالبين بوقف كل أشكال الممارسات التعسفية والتضييق على نشطاء الحراك والمدافعين عن حقوق الإنسان في الجزائر.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي