اكتشافات البشر من الفضاء إلى أعماق المحيطات

بعد أن بدأ الإنسان بغزو الفضاء، وخصص قوات دفاعية لصد الهجمات الفضائية المحتملة، وبعد أن رمى جزء كبير من فضلات أدواته الاستكشافية في الفضاء وفي المحيطات، توجهت أنظار العلماء مؤخراً إلى أعماق المحيط الهندي المظلمة، حيث ترتفع كتل جبلية آلاف الأمتار عن قاع المحيط، وبالرغم من انعدام الضوء في تلك الأعماق، فإن الحياة “تشع” يقول العلماء، المتحفزون لاستكشاف تلك الأعماق المشعة.

حيث يستعد فريق من العلماء للغوص في منطقة مظلمة بأعماق المحيط الهندي، حيث بالكاد يصل الضوء لكن الحياة هناك مزدهرة. ويخطط علماء من بعثة “نيكون”، التي تقودها بريطانيا، لدراسة الحياة البرية وآثار تغير المناخ في المنطقة غير المستكشفة.

ومن خلال العمل مع حكومتي سيشيل وجزر المالديف، تستهدف البعثة من خلال المهمة التي تستغرق خمسة أسابيع، الجبال الشاسعة تحت الماء التي ترتفع لآلاف الأمتار من قاع البحر.

قال مدير بعثة نيكون “أوليفر ستيدز”: “ما نعرفه أنه لا يوجد ضوء هناك على عمق ألف متر، لكن هناك الكثير من الحيوانات.. هي متألقة. إنها حياة تتوهج هناك”.

وأضاف “ستيدز” من برشلونة قبل بدء المهمة “المنطقة التي سنبحث فيها هي واحدة من أكثر المناطق التي تزخر بالتنوع البيولوجي في محيطات العالم، لذا ما سنعثر عليه هناك غير معروف”.

ومن أجل استكشاف هذه الأعماق المهجورة، سيغوص علماء نيكون إلى واحدة من أكثر المناطق العميقة تطوراً في العالم، وتعرف باسم “ليميتينغ فاكتور”.

وبقيت الأعماق المظلمة مساحة كبيرة للهواة أكثر منها ميدان للاستكشاف والبحوث العلمية، وعبر أولئك الهواة اكتشفت حلقات الزينة التي ترسمها سمكة البخاخ في قاع البحر، على يد الهاوي الياباني “يوجي أوكاتا”، ففي قاع البحر اكتشف دائرة هندسية منحوتة من الرمال بدقة متناهية يبلغ قطرها حوالي 6.5 متر، تتألف من تلال متعددة، تتفرع بشكل متناظر من المركز، وتبدو الدائرة وكأنها من صنع فنان تحت المياه لتشابهها الكبير بدوائر المحاصيل.

وأظهرت كاميرة “أوكاتا” أن الفنان هو مجرد سمكة بخاخ صغيرة صممت الدائرة باستخدام زعانفها الخفيفة وعملت بلا كلل ليلاً ونهاراً لنحت التلال الدائرية. حتى أن السمكة الفنانة التي تشتهر بطعمها الشهي في مطاعم اليابان رغم أنها قد تكون سامة، تعمل على شق صدف صغير وتصفه على طول الخطوط الداخلية وكأنها تحاول تزيين لوحتها الفنية.

Exit mobile version