مرصد مينا
حذر رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة من أن الدعوات للإضراب في البلاد هدفها الضغط السياسي، مشددا على أنها بمثابة الإضرار بالذات.
الخصاونة شجع المواطنين على التبرع بيوم عمل لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، بدلا من تنفيذ “إضراب عام”، وأكد أن الادعاءات بمرور بضائع برا إلى إسرائيل عبر الأردن، تندرج في باب “الأكاذيب”.
تصريحات الخصاونة جاءت خلال جلسة لمجلس الوزراء عُقدت اليوم الأحد، علق فيها على قضيتي الإضراب المرتقب، والمزاعم بشأن سماح الأردن بمرور جسر بري عبر أراضيه لنقل بضائع إلى إسرائيل.
رئيس الوزراء الاردني جدد في تصريحاته التأكيد، على مواقف الأردن الثابتة والمعروفة من دعم الفلسطينيين والتحركات الدولية التي يقوم بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، مؤكدا أن الجميع يقف “مع الحالة الوطنية العامة والحالة الدولية العامة، في إطار إنتاج الضغط الدَّولي اللازم لوقف هذا التقتيل والعدوان والجرائم الآثمة التي تقترفها إسرائيل بحقّ الأطفال والمسنين والمدنيين والأبرياء في غزّة”.
يشار أن مصادر حكومية أردنية أكدت، أمس السبت، لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا”، أن “ما يتم تناقله من أخبار منسوبة لوسائل إعلام عبرية ووسائل التواصل الاجتماعي، عن وجود جسر بري بديل للبحر الأحمر، عبر موانئ دبي مروراً بالسعودية والأردن، لنقل بضائع إلى إسرائيل، لا صحة لها أبداَ”.
وبشأن الإضراب المتوقع تنفيذه، الاثنين، على غرار إضراب سابق شاركت به قطاعات اقتصادية وتجارية على نطاق واسع في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال الخصاونة: “نشجع على التبرع بعمل يوم بدلاً من الإضراب لصالح النشاط الإنساني والإسناد الإنساني، لأهلنا في قطاع غزة”.
وأضاف: “أيّ إضراب أو نشاط هو تعبير يستهدف الضغط السياسي للوصول إلى موقف معين، ونحن لدينا موقف متحِد ما بين القيادة والحكومة والشعب، وبالتالي تصبح هذه الدعوات ضرباً من إيذاء الذات وإنتاج الوهن في الجبهة الداخلية الأردنية”.
الخصاونة لفت في حديثه، إلى أنه من “المطلوب اليوم أن تكون الجبهة الداخلية قوية اقتصادياً واجتماعياً، وفي وضع تستطيع فيه أن تخدم وتقدم العون اللازم لأهلنا في غزة والضفة الغربية”، لافتا إلى ما قال إنه وعي المواطنين تجاه هذه القضايا المختلفة، وأنّ “هناك ملايين راغبين في تقديم الدعم العيني والنقدي والوجداني لأهلنا في فلسطين وغزة”.
وتحدث رئيس الوزراء الأردني أيضا عن الحالة الوطنية والاجتماعية والاقتصادية المتماسكة، قائلا إنها “تصبح مطلباً وطنياً أساسياً”، وإن “الدعوات المتعلقة بشلّ النشاط الاقتصادي من إضرابات وغيرها، لم ولا تخدم دعم أهلنا في غزة وإسنادهم بشيء، وتفضي وتؤدي إلى ضرر بأرزاق الناس وبالحالة الاقتصادية”.
وشدد على “ضرورة أن نُعمل العقل تجاه التعامل مع هذه الدعوات، ونحن نثق في حكمة وعقل ووجدانيات أهلنا ونتساءل: بماذا يخدم الإضراب العام في الأردن التي يوجد اتحاد بين موقفها الرسمي والشعبي تجاه دعم وإسناد أهلنا في غزة وفلسطين؟”.
وأكد الخصاونة، أن شريان الدعم والإسناد الذي يقدمه الأردن للأشقاء الفلسطينيين، شمل إرسال أدوية ومستلزمات صحية وطبية وقمح وحبوب، وقوافل مساعدات وعمليات إنزال بالطائرات، لإيصال المساعدات للمستشفيات الميدانية في غزة، لدعم صمود الأشقاء في هذه الظروف.
رئيس الحكومة الأردنية أشار إلى أن بلاده بدأت “تلمس” تغييراً وانعطافاً في المواقف الدولية تجاه “الجرائم التي تقترفها إسرائيل”، وأضاف: “ونقول بأمانة واعتزاز إنّ لجلالة الملك عبدالله الثاني دوراً طليعياً وكبيراً فيها”.