الأزمات الدولية: لبنان على حافة انهيار كامل والانفجار فرصة أخيرة للإصلاحات

مرصد مينا – لبنان

رأت “مجموعة الأزمات الدولية” أن “لبنان على حافة انهيار كامل”، لاسيما بعد الانفجار العنيف الذي هز مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، مشددة على ضرورة أن يدفع هذا الانفجار النخب السياسية إلى إجراء إصلاحات شاملة في البلاد.

وأسفر الانفجار، الذي سمع دويه في جزيرة قبرص، وقدرت قوته بزلزال بقوة 3.3 درجات، عن مقتل 154 شخصا، وإصابة 5000 آخرين، وتشريد 300 ألف شخص، وأرجعت الحكومة أسبابه إلى تخزين 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في أحد عنابر مرفأ بيروت بـ”طريقة غير آمنة”.

الانفجار أثار غضب اللبنانيين، الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة احتجاجا على “فساد الحكومة وإهمالها”، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة التي حلت بالعاصمة، حتى وصلت مطالبهم إلى “شنق” بعض الرموز السياسية في البلاد.

المجموعة قالت، في بيان لها، إن “الانفجار هو كارثة واحدة من أحدث مظاهر الخلل الوظيفي الذي اتسم به لبنان على مدى 3 عقود، وإن كان أكثرها مأساوية وتدميرا”، مضيفة أن “ما وصل إليه لبنان هو نتاج نخب سياسية مفترسة أحكمت قبضتها على مفاصل الدولة، بينما سمحت بانهيار الخدمات العامة للمواطنين العاديين إلى حد عدم الوجود”.

واعتبرت المجموعة أن “لبنان سيكون على حافة انهيار كامل إذا استمر الغضب الشعبي الذي يمكن أن يؤدي إلى إضرابات وعنف، إذا لم تتخذ السلطات طريق الإصلاح الحقيقي، في الوقت الذي من الممكن أن تواجه فيه الدولة أزمة إنسانية نتيجة نقص الغذاء والدواء بعد إغلاق مرفأ بيروت الذي يمثل الشريان الأساسي للواردات التجارية”.

وانتقدت المجموعة استجابة الدولة للأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، والتي وصفتها بـ”الاستجابة شبه المعدومة”، مقترحة أن توجه الدول المانحة، بناء على ذلك، مساعداتها بصورة مباشرة للسكان المتضررين.

كما اعتبرت المجموعة أن الظروف الراهنة في لبنان تعد “فرصة مواتية وأخيرة” للقيادة السياسية لإجراء إصلاحات شاملة طال انتظارها، أمام شعب غاضب من الطبقة السياسية، وفي ظل ظروف اقتصادية خانقة تمر بها البلاد.

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية تعد الأسوأ منذ الحرب الأهلية (1975 – 1990)، إذ تعرضت الليرة لتراجع حاد، وفقدت أكثر من 80% من قيمتها، وبات نصف اللبنانيين تقريبا يعيشون تحت خط الفقر، بينما تعاني 35 في المئة من القوى العاملة من البطالة.