الأزمة الإنسانية في غزة: ضغوط أميركية على إسرائيل بإلغاء المساعدات العسكرية

مرصد مينا

تتوالى التقارير من هيئات دولية محذرة من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تعاني الأسر الغزية من المجاعة، خاصة في شمال القطاع.

ووسط هذا الوضع المأساوي، لا تزال إسرائيل تتجاهل المناشدات الدولية والمحلية لتخفيف معاناة السكان، مما يزيد من حدة الأزمات الإنسانية.

مناشدات الإدارة الأميركية

وفي تصريحات حديثة، جدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، دعوته لإسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بشكل مناسب.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي الإخباري عن مسؤول أميركي قوله، إن إدارة بايدن تواصل الضغط على الحكومة الإسرائيلية للامتثال لمجموعة من المطالب الأميركية التي تهدف إلى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية.

التهديدات الأميركية لإسرائيل

وأكد المصدر أنه في حال عدم استجابة إسرائيل للمطالب الأميركية بحلول 13 نوفمبر الجاري، فقد تضع الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لإسرائيل موضع مراجعة.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت إنذاراً إلى حكومة نتنياهو في 13 أكتوبر الماضي، يُلزمها باتخاذ خطوات ملموسة خلال 30 يومًا لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، مما يشير إلى تصاعد الضغط الأميركي على إسرائيل.

زيادة المساعدات وأزمة التوزيع

في سياق متصل، زعم الوزير الإسرائيلي السابق، شمعون شطري في تصريحات صحافية اليوم الجمعة، أن “إسرائيل بدأت بالفعل في زيادة شحنات الغذاء والأدوية”.

وأشار إلى أن المساعدات تتضمن أيضًا خيامًا ومستلزمات طبية. ومع ذلك، اعتبر أن التحسن لا يزال غير كافٍ، حيث تُظهر الأوضاع في غزة حاجة ملحة لمزيد من المساعدات.

وأضاف أن توزيع المساعدات يمثل مشكلة حقيقية، حيث أن هناك تقارير تفيد بأن حماس تستولي على الشاحنات وتقوم ببيع المساعدات والأدوية للمواطنين، مما يزيد من تعقيد الوضع.

أوضاع مأساوية وتحذيرات الأمم المتحدة

وحذرت الأمم المتحدة من وضع “كارثي” في شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءًا مع كل يوم يمر.

وذكرت تقارير أن العديد من العائلات لا تحصل على الغذاء الكافي، ويعاني الأطفال بشكل خاص من نقص حاد في التغذية.

ويعزو الباحث السياسي جهاد حرب هذا الوضع إلى سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل، والتي تُعتبر جريمة حرب في إطار الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

احتمالات العقوبات الأميركية

وتتزايد التساؤلات حول مدى جدية الإدارة الأميركية في تهديداتها لإسرائيل بالعقوبات.

وأوضح جهاد حرب أن الإدارة الأميركية الجديدة بعد الانتخابات المقبلة قد تكون أكثر حرية في اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل، مثل حظر بعض أنواع العتاد العسكري أو رفع الحصانة عن إسرائيل في المؤسسات الدولية.

وسبق أن قامت الإدارة الأميركية السابقة برفع بعض القيود عن التعامل مع ملف حقوق الإنسان في فلسطين، مما يُمكن أن يكون له تأثير على الدعم العسكري لإسرائيل.

نداء برنامج الأغذية العالمي

وفي سياق الجهود الإنسانية، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه لديه نحو 94 ألف طن من الأغذية الجاهزة، تكفي لإطعام مليون شخص لمدة أربعة أشهر.

ومع ذلك، يواجه البرنامج صعوبات كبيرة في إدخال هذه المواد إلى غزة بسبب القيود المفروضة.

وتمكن البرنامج من إدخال 5 آلاف طن فقط خلال الشهر الماضي، وهو ما يمثل 20% فقط من حجم المساعدات المطلوبة.

وبحسب التقديرات، يحتاج نحو 1.5 مليون فلسطيني في غزة إلى مساعدات غذائية عاجلة، مما يعكس حجم الأزمة.

وتتواصل الأزمة الإنسانية في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع قبل 13 شهراً، وسط تعقيدات سياسية وإدارية.

ويُظهر الوضع الراهن الحاجة الملحة لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية وضمان توزيعها بشكل عادل لتخفيف معاناة السكان الذين يعانون من ظروف قاسية.

Exit mobile version