الأسد.. هل يخوض حرًبا بمواجهة إسرائيل؟

فعلاً هو لم يقبل السلام مع إسرائيل، وهو كذلك لأن ديمومة الاشتباك تعني ديمومة حكمه، ويوم كانت مفاوضات مدريد، ووصلت المفاوضات الى خواتيمها باستعادة الجولان، هتف حافظ الأسد لفاروق الشرع:

ـ أكسر الآلة الكاتبة.

مع ذلك لم يستعد الجولان بالحرب، بعد أن خسرها بالسلم، فيما قسّمت سوريا على يد وريثه موضوعيًا، وقد تذهب الى التقسيم القانوني لاحقًا، ودون أسف من سكّانها الذين فقدوا مواطنيتهم وتحوّلوا الى (رعية) لايرعاها راعيها بعد تفويض كامل الذئاب بكل الصلاحيات.

لم يُرِد السلام، لسبب سهل الفهم، لأن السلام يعني خسارة الثكنة وقوانين الطوارئ، وتهم العمالة التي لاتتكلف محاكمه سوى اثبات نواياها لتحكم على المتهمين فيها بالاعدام.

حين كانت مقاومة إسرئيل، وعبر الفصائل اليسارية سواء في لبنان أو سوريا، انقض عليها حافظ الأسد، ومن ضحاياها كمال جنبلاط وجورج حاوي لاحقًا ووديع حداد وسواهم من رموز المقاومة، وحين جاء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وطارد منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، استكمل  حافظ الأسد مطاردتها في طرابلس ليخرج عرفات ورفاقه في البواخر الى تونس، لتنتهي رحلة المقاومة في حمام الشط، وهاهو وقد مرت على حكمه خمسون سنة لم يحارب إسرائيل، ولم يبن جيشًا للمقاومة.. كل ما بناه جيش لمطاردة الناس وجيش مواز لخدمة البيوت وبات الجيش مجرد شركة للمقاولات للبيع العسكري إجازة للقاء الأهل، ومع كل يوم يزاود بالحرب مع إسرائيل، باعتباره ماريشال للحروب المنتصرة.. الحروب على المدن السورية والأرياف، وهاهي الطائرات الإسرائيلية تتجول في سماء دمشق كما لو سرافيس نقل الركّاب، والردود مؤجلة، و… لن تكون.

إذن مامعنى ممانعته؟

لممانعته معنى واحد.

السلام مع إسرائيل يعني إسقاط رداء الحرب الواقي الذي يعفيه من :”الديمقراطية، التعددية، والتنافس على الاقتصاد”، وكيف له أن يتقبل التعددية والديمقراطية التي تعني زوال نظامه، او بالأصح إسقاط الثكنة الحامية، ما يعني إضعاف النظام؟

كيف له ذلك فيما اقتصاده اقتصاد لصوص ومقاولات؟ كيف له أن ينافس بلد مثل إسرائيل تنفق على البحث العلمي مايزيد عن انفاقها على السلاح؟

سيكون امرًا بالغ االصعوبة، والأسهل بيع البلد إلى الإيراني، شريكه في اديولوجيا ديمومة الاشتباك، وربما للأسباب نفسها، والدوافع نفسها، بفارق أن الإيرانيين جادون في بناء دولتهم، دولة “الملالي” التي وصلت الى حواف القنبلة النووية، فيما نظامه مازال يحتفل بتدشين “صرّاف آلي”.

الحرب ملجأه الأخير، دون أن يحارب، والتقسيم صيغته المحببة، وهي الصيغة التي ذهب اليها وليس بعيدًا ذلك اليوم الذي نرى فيها سوريا “خمس سوريات”.

لن يحزنه الأمر.

ستبقى إسرائيل هي ذريعة لديمومة الحكم.

ديمومة الحكم تساوي شعار:

ـ ديمومة الاشتباك.

Exit mobile version