الأسد وداعموه..ثلاثة أشهر من الهزائم المتواصلة شمالي سورية

فشلت قوات النظام السوري المدعومة بالمقاتلات الحربية الروسية وميليشيات أجنبية للشهر الثالث على التوالي بالتقدم في ريف حماه الشمالي وتكبدت خسائرة كبيرة في العتاد والارواح .

فبعد هدنة دامت اكثر من عام اعادت قوات النظام الكرة، وبدأت قصف المناطق الخاضعة تحت سيطرة المعارضة من جديد وبوحشية كبيرة مستهدفة الاطفال والنساء والاحياء السكنية، بالتزامن مع محاولات التقدم بريف حماه الشمالي، كل ذلك كان بعد تجهيزات كبيرة وتعزيزات عسكرية ضخمة كانت قد دفعت بها قوات النظام لشهور .

استطاعت فصائل المعارضة المسلحة الوقوف بوجه قوات النظام لفترات طويلة الا ان كثافة الغارات الجوية وسياسة الارض المحروقة التي اتبعتها قوات النظام مكنتها من السيطرة على بضعة قرى مع مدينة “كفرنبودة” شمال حماه ، الامر الذي دفع فصائل المعارضة للتفكير بحلول تلاءم الخطط التي تتبعها قوات النظام وحلفيتها روسيا فما كان منها الا ان استعادت قواها ورتبت صفوفها واطلقت معركة معاكسة باغتت فيها قوات النظام والروس اطلقت عليها معركة “الفتح المبين” ونجحت فعليا باستعادة بعض القرى التي كانت قد خسرتها كما تمكنت من الصمود طيلة شهرين في وجه الروس والنظام .

كما انتقلت لمرحلة استهداف معسكرات روسية شمال حماه وشمالها الغربي، حيث اعلنت الجبهة الوطنية للتحرير ان فوج المدفعية والصواريخ التابع لها شن حملة قصف بصواريخ غراد طالت المعسكرات والمواقع الروسية بالاضافة لمواقع النظام شمال حماة.

وأكدت الجبهة الوطنية على معرفاتها الرسمية على الانترنت “ان القصف طال كل من معسكر بريديج والشيخ بدر وكرناز وحيالين والحماميات ومرابض المدفعية الثقيلة في الجرنية ” وبينت الجبهة الوطنية للتحرير” ان هذا القصف ياتي ضمن معركة الفتح المبين التي كان قد تم الاعلان عنها منذ شهرين تقريبا ” وفي تصريح خاص لـ “مرصد الشرق الاوسط وشمال إفريقيا” قال الناشط “ابو محمد الادلبي” على الرغم من الامكانيات الكبيرة التي تملكها قوات النظام وشراسة الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام بمشاركة روسيا الا انها فشلت فشلا ذريعا في التقدم خلال ثلاثة اشهر ، وتكبدو خسائر كبيرة جدا على كافة الاصعدة حتى الحالة النفسية للعناصر باتت محطمة فدائما مانسمعهم يتقاذفون الشتائم بينهم عبر المراصد اللاسلكية واصوات صياحهم التي تدل على خوفهم .

وأضاف الإدلبي: نعم استطاعوا السيطرة على “كفرنبودة” وعدة قرى وبلدات صغيرة لكن كل ذلك بعد سياسة الارض المحروقة التي اتبعوها فقد دمرت الغارات الجوية وراجمات الصواريخ كل شيء، هذا القصف الذي لم يكن يهدأ للحظة لم ينفهم بشيء لقد عاد عليهم بخسائر كبيرة ماكان ليتوقعها احد. لقد كلفتهم العملية ملايين الدولارات ومع ذلك سرعان ما استعادت فصائل المعارضة اغلب القرى وبقيت بيدهم كفرنبودة .

ويؤكد الادلبي ان الحملة العسكرية تسببت بتهجير اكثر من 300 الف نازح من قرى وبلدات ريف ادلب الجنوبي وحماه الشمالي وصولا الى معرة النعمان وجبل الزاوية ناهيك عن مئات الشهداء والجرحى من النساء والاطفال . “لقد حذرناهم سابقا واخبرناهم ان ادلب مقبرتهم لكنهم لم يسمعوا حتى جاؤوا وعرفو بانفسهم ” بهذه الكلمات انهى الناشط كلامه.

من جهته قال هادي العبدالله ناشط اعلامي سوري على موقعه الرسمي نقلا عن مصدر ميداني ان الخسائر البشرية لميليشيا الاسد وصلت الى 1000 عنصر بينهم 150 ضابطا واكثر من 1700 مصاب وذلك منذ بدء الحملة العسكرية على ادلب من قبل روسيا والنظام قبل ثلاثة اشهر .

وأضاف العبدالله، على الصعيد المادي خسرت قوات النظام نحو 110 اليات عسكرية ثقيلة خلال المواجهات مع فصائل المعارضة تنوعت الاليات بين دبابات ومدافع ورشاشات وعربات نقل اضافة لاعطاب اربع طائرات حربية ومروحيتين حربيتين. كما اكد المصدر، أن القوات الروسية ايضا منيت بخسائر بشرية تمثلت بمقتل ضابط وعدد من الجنود الروس خلال الاشتباكات .

أما اسباب فشل قوات النظام فقد عزاها النقيب عبد الرزاق السليم القيادي في الجيش الحر في تغريدات على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي الى عدم مشاركة الميليشيات الطائفية الايرانية هذه المرة في القتال الى جوار النظام بالاضافة لاعتماد فصائل المعارضة على تكتيك جديد يتمثل بالمناورة بالاسلحة والعتاد وسرعة الحركة والاغارة والكمائن اضافة للدعم بالاسلحة المضادة للدروع من الجانب التركي .

كما اعترف العديد من الموالين للنظام بفشل قوات النظام والروس بالتقدم منهم الضابط السابق في قوات النظام صلاح قيراطة وقد اعزا الاسباب ايضا لعدم مشاركة الميليشيات الايرانية في المعارك كذلك الامر عمر الرحمون المسؤول عن المصالحات كان له نفس الرأي، ويشار الى ان قوات النظام وروسيا ارتكبت عشرات المجازر خلال هذه المدة جراء القصف المكثف الذي استهدف الاحياء السكنية خلف مئات الشهداء والجرحى.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

Exit mobile version