الأطماع التركية تفجر تظاهرات عارمة في بنغازي

تظاهر مئات المواطنين في مدينة بنغازي الليبية، منددين بالتدخل التركي في شؤون البلاد، تزامنا مع اجتماعات النواب الليبيين المنعقدة في القاهرة، بانتظار انفراجة للأزمة والوصول الى رؤية توافقية لإنهاء الاوضاع المتوترة.

وطالب المتظاهرون الذين تجمهروا في ساحة الشهيد ” عبد السلام المسماري” في بنغازي، الدولة التركية بالتوقف عن امداد حكومة الوفاق بالأسلحة، والتي من شأنها أن تبقي هذه الميليشيات مسيطرة على مدينة طرابلس، كما حملوا شعارات تؤيد الجيش الوطني الليبي وتدعم قائد الجيش “خليفة حفتر” في ادارته للمعركة في طرابلس ضد قوات الوفاق المتواجدة هناك.

ويعيش في ليبيا أتراك ليبين يعرفون بـ”الكراغلة” أو “الكول أغلو” كما يعرفون أيضاً بتركمان ليبيا، وهم عرق من الأتراك عاشوا في ليبيا خلال الحكم العثماني، ولا توجد إحصائيات دقيقة وحديثة حول نسبة وجودهم وعددهم في ليبيا، لكن إحصائية عام 1936 بينت أن نسبة “الكراغلة” في ليبيا كانت تقارب 5% بعدد وصل إلى 35 ألف نسمة حينها، ويتحدثون باللغتين العربية والتركية، اذ يعيش “الكراغلة” موزعين بين؛ طرابلس، بنغازي، مصراتة، الزاوية، زلتين، الخمس، تاجوراء، مسلاتة، غريان، درنة وفي المرج.

وتمتلك تركيا أطماع استراتيجية في القارة السمراء عموماً عبر تدخلها بالحرب الليبية، ففي كتاب” حروب أردوغان السرية في ليبيا” الصادر عن بوابة إفريقيا الإخبارية، يقول الكاتب “منور مليتي”:” بدا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقود جهوداً سياسية واقتصادية، واجتماعية للتغلغل في عدد من بلدان القارة السمراء الغنية بثرواتها الطبيعية ومنها ليبيا، مستفيداً من هشاشة الوضع العام”، في حين يبدو المشهد التركي الحديث انه يحاول استعادة هيبة وسلطة الدولة العثمانية، كتب “رامي التلغ”:” تعمل تركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية للحكم، وتولي أردوغان رئاسة البلاد، وهو المتعلق بلحم استعادة مجد الإمبراطوية العثمانية، إلى لعب أدوار إقليمية عديدة، ومحاولة التأثير بالملفات الهامة في منطقة الشرق الأوسط”.

ويتسبب وقوع ليبيا على ساحل البحر المتوسط التي تطل عليه تركيا ايضاً، سبباً جيداً لترى تركيا في البلد بوابة عبور نحو شمال إفريقيا بداية ثم التوجه للعمق الإفريقي وصولاً إلى المحيط الأطلسي، على غرار الخطة الروسية التي مكنت روسيا من الوصول إلى المياه الدافئة عبر بوابة سوريا، بعد صراع لتحقيق هذا الهدف دام لعقود طويلة.

ويقول الأستاذ في كلية الإعلام ببنغازي رشي حسون:”لعل هدف أردوغان الآن إيجاد محط قدم له في المنطقة من خلال الأزمة الليبية”، وبين حسون كذلك برغبة أردوغان في لعب ورقة الاستثمارات في البنى التحتية خلال المرحلة القادمة، ليضمن مشاريع اقتصادية مربحة ضمن مشروع إعادة إعمار ليبيا، “هناك عامل اقتصادي لا يقل أهمية عن العامل السياسي، أردوغان يرى في ليبيا سوقا جيدة”.

مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي

Exit mobile version