طالب مجلس قوات سوريا الديمقراطية التي كانت تسيطر على مساحات واسعة من شمال سوريا المجتمع الدولي بإرسال قوات مراقبة دولية، للوقوف على مدى التزام تركيا بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية أول أمس الخميس.
وطالب بيان لمجلس سوريا الديمقراطية اليوم السبت، المجتمع الدولي وفي مقدمته واشنطن بصفتها راعيا لاتفاق وقف إطلاق النار، بتحمل المسؤولية تجاه الانتهاكات التركية، مشيرا إلى ضرورة إرسال مراقبين دوليين للمنطقة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى استمرار القوات التركية والفصائل الموالية لها في عمليات القصف العشوائي، الذي يستهدف المدنيين بمناطق شمالي سوريا.
كما وجهت القوات الكردية تهماً للقوات التركية باستخدام أسلحة حارقة محرمة دولياً في العملية العسكرية التي تخوضها ضدهم منذ التاسع من تشرين الأول الجاري، وأكدت هذه الادعاءات الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت، حيث نشرت اتهامات وجهها محققون دوليون إلى تركيا بضلوعها في تنفيذ هجمات باستخدام الفوسفور الأبيض المحظور دوليا ضد المدنيين الأكراد.
وكشفت التحقيقات، التي نشرت تفاصيلها في الصحف البريطانية، من بينها “التايمز” و”الغارديان”، أدلة على استخدام تركيا للفوسفور الأبيض المصنف في قوائم الأسلحة الكيماوية في هجماتها ضد المدنيين خلال عمليتها العسكرية في الشمال السوري.
وكان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “دونالد ترامب” قد أعرب عن أمله في التزام تركيا بتعهداتها في وقف إطلاق النار شمال سوريا، مما يمكن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من الانسحاب.
وكانت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنتا في بيان مشترك أول أمس الخميس تعليق العملية العسكرية التركية شمال سوريا “نبع السلام” بعد أسبوع من انطلاقتها، على أن تراقب تركيا لـ 120 ساعة الحدود الشمالية لسوريا من أجل تأمين انسحاب المليشيات الكردية المسلحة من المكان، وقالت أنقرة إن حملتها ستستمر وبقوة في حال لم تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بتعهداتها، وتنتهي المهلمة المتفق عليها بين الطرفين مساء الثلاثاء القادم.
وأكد البيان الأمريكي التركي المشترك، التزام الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، بالوحدة السياسية والسلامة الإقليمية لسوريا والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى إنهاء النزاع السوري وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
كما اتفقت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية على أهمية الحفاظ على سلامة المنطقة من أجل معالجة المخاوف الأمنية القومية في تركيا، لتشمل إعادة جمع الأسلحة الثقيلة من وحدات حماية الشعب وتعطيل تحصيناتهم وجميع مواقع القتال الأخرى.
ونص البيان المشترك بشكل صريح على تنفيذ القوات المسلحة التركية للمنطقة الآمنة في شمال سوريا، كما أكد الجانبان أنهما سيزيدان تعاونهما بخصوصها.
وما يزال الترقب سيد الموقف شمال سوريا، لحين انتهاء المهلة المتفق عليها بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي