
مرصد مينا
وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الخرطوم بأنها تحولت إلى “مدينة أشباح” بعد أكثر من عامين من الصراع العنيف بين القوات المسلحة السودانية وقوات “الدعم السريع”، والذي اندلع في أبريل 2023.
وحذرت مديرة العمليات والمناصرة في المكتب، إديم ووسورنو، اليوم الإثنين، من كارثة إنسانية غير مسبوقة في السودان، مؤكدة أن البلاد تشهد أكبر أزمة نزوح في العالم، مع دمار هائل في الخدمات الأساسية ونقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وقالت ووسورنو: “خلال أكثر من 25 عاماً من عملي في الأمم المتحدة، لم أشهد دماراً مماثلاً لما رأيته في الخرطوم، حيث لم نتمكن حتى من دخول مباني الأمم المتحدة بسبب مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة”.
ومنذ 27 شهراً يستمر الصراع على السلطة في السودان بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، ما أدى إلى مقتل نحو 150 ألف شخص وتشريد 15 مليوناً من السكان، بحسب الأمم المتحدة.
وأشارت ووسورنو إلى أن نحو 30 مليون شخص من أصل 48 مليوناً في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
كما أكدت أن التمويل المخصص للأزمة منخفض للغاية، حيث لم يُستلم سوى 23% فقط من المبلغ المطلوب، داعية المجتمع الدولي إلى مضاعفة الدعم وإنهاء الصراع وحماية المدنيين.
وأجبرت الحرب ملايين الأطفال على النزوح عدة مرات، وحرمت أكثر من 17 مليون طفل من الالتحاق بالمدارس.
كذلك، يعاني 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية، و770 ألف طفل مهددون بسوء تغذية حاد.
أيضا تسببت الأوضاع الأمنية في حرمان أكثر من نصف الأطفال من التطعيمات الأساسية، وهو ما قدر يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة.
وأكدت منظمة اليونيسف أن التخفيضات في التمويل أجبرت شركاءها على تقليص أنشطتهم في الخرطوم ومناطق أخرى، محذرة من تفاقم الأوضاع الصحية والتعليمية للأطفال.
وقال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يت: “رأيت بأم عيني كيف يعاني الأطفال من نقص حاد في المياه والغذاء والرعاية الصحية والتعليم، وانتشار سوء التغذية والفقر المدقع بين الأسر”.