“ريهام طفلة بطلة، كانت في الخامسة من العمر، ولاقت حتفها بعد أن قامت بإنقاذ حياة شقيقتها الرضيعة من بين ركام منزلهم في شمال غرب سوري” هكذا علق المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة اليونسيف “خيرت كابالارى” على خبر وفاة الطفلة رهام ذات السنوات الخمس متأثرة بجراحها، والذي أوجع قلب كل من عرف قصتها، وتأمل صورتها وهي بالكاد تخرج رأسها من بين دمار المنزل، بشعر أشعث أغبر، لتتمكن من الإمساك بيدها الصغيرة أختها الرضيعة “تقى” وإنقاذها، وكانت الرضيعة معلقة بحديدة من بقايا البناء المدمر.
الطفلة رهام توفيت بعد يوم واحد من الحادثة يوم الخميس الماضي، متأثرة بجراحها وهي في غرفة العمليات، وذلك نتيجة تعرضها لإصابات خطيرة، وعجز الأطباء عن إنقاذ حياتها، لتوجع وفاتها قلوب من عرف قصتها بشكل عام، وقلوب السوريين خاصة، حيث وصفها الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي بأنها عادت من الموت لتنقذ شقيقتها الرضيعة، لتعود مسرعة إليه من جديد.
وكان نظام بشار الأسد بمساندة الطيران الروسي، قد استهدفا الأربعاء الماضي بالغارات الجوية مدينة أريحا جنوب إدلب، مخلفا عشرات الضحايا من المدنيين.
ووفقا لبيان صدر عن منظمة الأمم المتحدة اليوم الأحد أن الطفلة رهام “هي واحدة من بين عشرات آلاف الأطفال الذين قتلوا، أو أصيبوا بإعاقات مدى الحياة، خلال ما يقارب التسع سنوات، والتي تعد من أكثر السنوات دموية في التاريخ المعاصر”.
المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “كابالارى” قال في بيانه: “خلال الأسابيع الماضية، قتل مئات الأطفال في شمال غرب سوريا، فيما تتواصل الهجمات على الخدمات الأساسية بما فيها المشافي والمدارس”، وتابع بالقول: “تستمر حرب الكبار على الصغار في سوريا دون هوادة، وتحت محط أنظار العالم بلا أي حياء”.
وطالبت اليونيسيف في بيانها “باسم رهام وملايين الأطفال في سوريا” بوقف الهجمات على منطقة إدلب، “وحماية الأطفال وتجنب المزيد منن سفك الدماء في سوريا”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي